الخميس, 3 يوليو 2025 07:24 PM

تحديات الإعلام السوري: بين ضجيج التواصل الاجتماعي وهيمنة المنصات الرخيصة

تحديات الإعلام السوري: بين ضجيج التواصل الاجتماعي وهيمنة المنصات الرخيصة

يرى ناظم عيد أن الأدبيات الرصينة للعمل التنفيذي تلاشت وسط ضجيج وسائل التواصل الاجتماعي. البعض يعزو ذلك إلى ضعف الإعلام المُمأسس (عام وخاص)، لكن هناك وجهة نظر أعمق تشير إلى تحييد متعمد وممارسات تعسفية طالت الإعلام التقليدي في سوريا على مدى عقد.

تؤكد الوقائع أن صفحة الفيسبوك الخاصة برئاسة الجمهورية البائدة تحولت إلى وكالة أنباء رسمية، وتم إقصاء "سانا" وباقي وسائل الإعلام عن توزيع الخبر الرسمي، لتنقل عن صفحة يديرها غير متخصصين. هذا أدى إلى تشتيت التلقي وتحويله إلى منابر رخوة تتنصل من المصداقية.

يثير الاستغراب عدم إزعاج إدارة فيسبوك لصفحة الرئاسة و"أخواتها"، رغم استخدام مصطلحات ترصدها خوارزميات فيسبوك بشدة. بل شهدت هذه الصفحات نمواً مطرداً في أعداد المتابعين والمتفاعلين.

مع سنوات التعسف، تحولت الهياكل الإعلامية الممأسسة إلى عبء، في حين يترقب الجميع كيف ستنتصر الإدارة السورية الجديدة لإعلامها الذي عانى طويلاً.

رغم الترتيبات الجديدة لمؤسسات إعلام بقوام لائق من "بوابة دمشق"، يبقى القلق من شغف المسؤولين التنفيذيين بالتحدث على منصات التواصل أو وسائل إعلام عربية، بينما يتنحى الإعلام المحلي لتجنب الاجترار.

قد يكون مفهوماً إيصال رسائل من الداخل إلى العالم عبر "منصات الكبار" على المستوى السياسي والأمني، لكن ماذا عن الوزارات المعنية بحياة المواطن السوري؟ لماذا يتلقى المواطن المعلومة من صفحات تنقل عن منصات، ومنصات تنقل عن محطات أخرى؟

ما يمنح الإعلام وزنه هم مسؤولو البلد، فالمسؤول هو مصدر المعلومة. حجب المعلومة عن الإعلام المحلي وإتاحتها للخارج يثير تساؤلات كثيرة.

إذا استمر الوضع على هذا المنوال، فلن تكون هناك حاجة للجهود المبذولة لتوطين مؤسسات إعلامية كبرى، طالما أن بضع منصات وصفحات فيسبوك تفي بالشغف بالتصريح، وهي متاحة وغير مكلفة و"رخيصة".

الكاتب: رئيس تحرير صحيفة الحرية السورية (اخبار سوريا الوطن ٢-الحرية)

مشاركة المقال: