الأحد, 29 يونيو 2025 01:37 AM

تحقيق استقصائي: كيف تبخرت مليارات الليرات من قطاع الجيولوجيا في سوريا؟

تحقيق استقصائي: كيف تبخرت مليارات الليرات من قطاع الجيولوجيا في سوريا؟

يُعتبر قطاع الثروة المعدنية ركيزة أساسية للاقتصاد ومصدرًا للثروة السيادية في أي دولة. وفي سوريا، تُظهر الأرقام الرسمية إيرادات جيدة لهذا القطاع "على الورق". ومع ذلك، يكشف هذا التحقيق أن هذه الأرقام تخفي حجمًا هائلًا من الفساد، حيث كانت العائدات تُهدر وتُحوّل بطرق غير قانونية إلى جيوب المتنفذين، خاصة خلال فترة النظام السابق. فما هي الآليات التي استخدمت لتحويل هذه العائدات، وما الدور الذي لعبه سمير الأسد في تدهور هذا القطاع؟

آليات الفساد المستشرية في تحويل العائدات

أشار متخصصون في هذا المجال إلى عدة طرق اتبعتها المؤسسة العامة للجيولوجيا، تحت إدارة مديرها العام السابق سمير الأسد، لتحويل عائدات القطاع إلى المقربين من النظام. من بين هذه الآليات:

  • تخصيص الخامات للقطاعات الأمنية والعسكرية: تم حصر بعض الخامات الأساسية، مثل الغضار المستخدم في صناعة السيراميك، للفرقة الرابعة. كانت الفرقة الرابعة تعين مندوبًا لاستثمار الخام وتحصيل عائداته بتغطية كاملة من مؤسسة الجيولوجيا. مثال آخر هو الرمال الكوارتزية، حيث ظهرت مخالفات في عقد شركة ياسمين الشام لاستثمار رمال القريتين، مع تغطية من إدارة المؤسسة على عمليات السرقة.
  • التغاضي عن الاستثمار في المناطق المحظورة: تم السماح لبعض المتنفذين بالاستثمار في مناطق ممنوعة بقرار من هيئة العمليات، مثل منطقة السليمة. بينما أُخرج المستثمرون الآخرون إلى منطقة البتراء، استمر ضباط ومتنفذون آخرون في العمل بحماية كاملة.
  • احتكار عقود المواد والخامات الصناعية: تم حصر عقود أهم المواد والخامات الصناعية في أيدي المقربين من النظام، مما سمح لهم بتسعيرها بأسعار أعلى من السوق، حتى بعد إضافة تكلفة الاستخراج والتحميل، مما أدى إلى احتكار وتراكم الثروات.
  • التلاعب بالمواصفات الفيزيائية للخامات: تم التلاعب بالوزن الحجمي للمواد التي لا يوجد بها قبان نظامي، مع تحصيل حق الدولة بناءً على الوزن، مما أدى إلى ضياع يصل إلى 50% من القيمة الحقيقية.
  • المحسوبية في توزيع الرخص: وُزعت الرخص بناءً على العلاقات والمصالح، مما أدى إلى حصر أفضل المواقع للمقربين.
  • "دعم قتلى الأسد" كآلية ابتزاز: ابتكر المدير العام ما أسماه "دعم الشهداء" كوسيلة للتقرب من القيادات، حيث كان يحدد مبلغًا يُدفع على كل مستثمر كإتاوة في "صندوق القصر"، وكان المبلغ يتغير حسب العلاقة الشخصية. واستخدمت هذه المبالغ لاحقًا لدعم "آلة القتل الموجهة لصدور الشعب السوري".

المصدر: زمان الوصل

مشاركة المقال: