الثلاثاء, 22 يوليو 2025 03:44 AM

تحقيق رقمي يكشف تفاصيل مجزرة مستشفى السويداء ويدحض الروايات المتداولة

تحقيق رقمي يكشف تفاصيل مجزرة مستشفى السويداء ويدحض الروايات المتداولة

نشرت منصة “إيكاد فاكتس”، المتخصصة في تحليل الأخبار والتحقق من صحتها، تحقيقًا مفصلًا حول المجزرة التي وقعت في المستشفى الوطني في السويداء يوم 16 من الشهر الحالي. استند التحقيق إلى أدلة بصرية وتحليل زمني ومكاني دقيق، وفنّد المزاعم التي حمّلت الحكومة السورية مسؤولية المجزرة.

رجّح التحقيق، بالأدلة، أن الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون هي من بدأت الهجوم وأعلنت مسؤوليتها عن العملية. بدأ التحقيق بتتبع الأحداث من مساء يوم 15 تموز، حيث وثّقت المنصة عشرات المقاطع المصورة التي نشرتها فصائل درزية وناشطون محليون، والتي تؤكد استعداد هذه الفصائل للتحرك عسكريًا في محيط المستشفى.

في الساعة 5:06 مساءً، ظهر مقطع يظهر مقاتلين من الدروز يعلنون السيطرة على أحياء في السويداء ويهددون عناصر الأمن المتحصنين في المستشفى. تم تحديد مكان التصوير على بعد 220 مترًا فقط من بوابة المستشفى. وفي الساعة 6:37 مساءً، نشرت صفحة “وحيد يزبك” مقطعًا آخر يُظهر أحد المقاتلين يتحدث عن “تحرير المدينة” أمام فندق السياحة، على بعد 1.4 كم من المستشفى، مما يدل على توسع الانتشار الميداني.

تبع ذلك تسجيل مصوّر لعناصر من الفصائل يقتحمون مبنى قيادة الشرطة القريب، مما يشير إلى إحكام السيطرة على البنية الأمنية في المنطقة. لاحقًا، في الساعة 7:53 مساءً، نشر المقاتل مأمون عدوان تسجيلًا من أمام المدخل الجنوبي للمستشفى، حُدد من خلال لافتة “مدخل قسم التوليد”، مما يؤكد وصول الفصائل إلى مشارف المستشفى استعدادًا لاقتحامه.

تُظهر الأدلة أن الفصائل فرضت سيطرتها ليل 15 تموز على الشارع المؤدي إلى المستشفى، وسط تأكيدات مصوّرة من مقاتليها بعزمهم على “تصفية عناصر الأمن” بداخله. وفي اليوم التالي، في الساعة 12:20 ظهرًا، نشرت “المحور السوري 24” مقطعًا يوثّق تنفيذ الهجوم على المستشفى، وتلاه تصريح للشيخ مروان قيوان وصف فيه العناصر الأمنية بـ”الدواعش”، مبرّرًا الهجوم بلهجة تحريضية.

في الساعة 3:14 عصرًا، بدأت نداءات استغاثة تنتشر في السويداء، بالتزامن مع بيان وزارة الدفاع السورية الذي أشار إلى وجود مسلحين يتحصنون في المستشفى ويستخدمونه منصة إطلاق نار، داعيًا إلى تحييده والسماح للطواقم الطبية بالوصول إليه. في تمام الساعة 4:00 مساءً، أعلنت مصادر محلية عن استعادة القوات الحكومية السيطرة على المستشفى. وبعد نحو ثلاث ساعات، ظهرت مقاطع توثق العثور على عشرات الجثث داخله، بينها مدنيون وعناصر أمن، وأكدت وزارة الصحة السورية ذلك، واصفة ما جرى بـ”المجزرة”.

خلصت منصة “إيكاد” إلى أن الفصائل المسلحة الخارجة عن القانون هي من بدأت الحصار وهاجمت المستشفى وأعلنت نواياها، فيما استعادت الحكومة السورية السيطرة بعد وقوع المجزرة. وأوضح التحقيق أن آلاف الحسابات على منصات التواصل نشرت محتوى مضللًا حاول تحميل الحكومة المسؤولية، متجاهلة الحقائق الميدانية والمرئية التي وثّقتها المنصة.

أكد التحقيق الرقمي أن تحميل الحكومة السورية مسؤولية المجزرة يفتقر إلى المصداقية ويتعارض مع الوقائع، مشيرًا إلى أن ما حدث يمثل إحدى أكثر الحوادث المأساوية توثيقًا في سياق الصراع السوري، وخاصة مع وقوع المجزرة في أحد أهم المرافق الصحية في محافظة السويداء.

الوطن- وكالات

مشاركة المقال: