فتحت أجهزة الأمن السوري تحقيقًا بشأن الاعتداء على كنيسة أم الزنار في مدينة حمص. وقال المسؤول الأمني في المنطقة الوسطى بمحافظة حمص، مصعب زين الدين، لعنب بلدي، إن إدارة أمن المنطقة تتابع حادثة الاعتداء على كنيسة أم الزنار في الحميدية بشكل دقيق، وفُتح تحقيق منذ يوم الأحد 8 من حزيران، لضمان سرعة الوصول إلى الحقيقة.
وأوضح زين الدين، اليوم الثلاثاء 10 من حزيران، أن المتابعة مستمرة بإشراف المنطقة الوسطى ولجان الحي والمختار، مع تعزيز التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي للحفاظ على السلم الأهلي. الحادثة نفذها شخص واحد فقط، وليست جماعة كما أُشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب زين الدين، معتبرًا أن هذا الاعتداء ليس فقط على رمز ديني، بل هو محاولة لإثارة النعرات الطائفية، ويعد اعتداءً يمس أمن الدولة، لذلك تحظى الحادثة بأولوية ومتابعة عالية.
ونوه إلى أن إدارة أمن المنطقة تعمل على تتبع المتورط وتسعى لتحديد هوية الشخص المنفذ بشكل أدق، ما يعكس جدية الأجهزة الأمنية في التعامل مع الحادثة، بحسب قوله. وأكد أن إدراة أمن المنطقة تسعى لحماية أمن وسلامة الجميع، ولن تسمح لأي محاولة تهدد الوحدة الوطنية بين الأهالي.
ماذا حدث؟
أظهر تسجيل مصور سجلته كاميرات كنيسة أم الزنار في حي بستان الديوان بمنطقة الحميدية بحمص، واطلعت عليه عنب بلدي، إطلاق شخص مسلح وملثم فجر الأحد 8 من حزيران، الرصاص باتجاه الصليب المرفوع على واجهة الكنيسة.
وأفادت مصادر من الحي، لعنب بلدي، أنه في الساعة الثانية من منتصف الليل، سمع أهالي الحي رشاقات بالقرب من الكنيسة، ليتبين لاحقًا أن عنصرًا مجهولًا أطلق الرصاص على الكنيسة ولاذ بالفرار، دون التمكن من إلقاء القبض عليه.
إدانات دينية
واستنكر مجلس السريان العالمي حادثة إطلاق النار، في بيان صدر عنه الاثنين 9 من حزيران، معتبرًا أن حادثة إطلاق الرصاص باتجاه الصليب، ليس مجرد عمل تخريبي، بل هو طعنة موجّهة إلى قلب كل سرياني ومسيحي في هذه المنطقة، وإهانة لمقدساتهم وتاريخهم.
وأكد المجلس أن أي اعتداء قادم على كنيسة سريانية أو أي موقع مقدس لن يمر مرور الكرام، وستتخذ مواقف صارمة وإجراءات قانونية بحق كل من تسوّل له نفسه المساس بالمقدسات الدينية. وأفاد البيان أن المجلس سيتوجه إلى المحاكم الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، والأمم المتحدة، للوقوف ضد هذه الانتهاكات.
كما أصدرت مطرانية حمص وحماة وطرطوس للسريان الأرثوذكس، بيانًا مشتركًا أدانت به كل أشكال العنف والتعدي على المقدسات. واعتبر البيان أن هذا الاعتداء يمثل مساسًا مباشرًا بالسلم الأهلي والعيش المشترك، وأن مثل هذه الأفعال لا تمت إلى أهالي مدينة حمص، بل تهدف إلى بث الفتنة وزعزعة الاستقرار.