يمثل الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يقضي بإلغاء معظم العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، تحولاً كاملاً في السياسة الأميركية تجاه سوريا منذ عام 1979، وفقاً لموقع «أكسيوس». يشمل هذا الأمر مراجعة تصنيف سوريا كدولة راعية للإرهاب، واحتمال تعليق قانون «قيصر»، بالإضافة إلى اتخاذ خطوات لإزالة «هيئة تحرير الشام» من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية الأميركية.
أفادت مصادر مطلعة بأنه لن يتم رفع العقوبات المفروضة على الرئيس السوري السابق بشار الأسد وبعض أفراد نظامه السابق. وأشار القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة الأميركية إلى أن الأمر الذي وقعه ترامب سيعيد سوريا إلى النظام المالي الدولي.
بالتوازي مع ذلك، ذكر مسؤولون أميركيون وإسرائيليون لـ«أكسيوس» أن إدارة ترامب تجري مناقشات أولية مع إسرائيل وسوريا بشأن اتفاق أمني محتمل. وعلى الرغم من أن التطبيع ليس مطروحاً حالياً، إلا أن المحادثات قد تضع أسساً لمسار دبلوماسي مستقبلي يهدف إلى الحد من التوترات وتحديث الترتيبات الأمنية على طول الحدود المضطربة بين إسرائيل وسوريا. وأي اختراق في هذا الملف سيشكل إنجازاً دبلوماسياً كبيراً لإدارة ترامب.
وفقاً لصحيفة «وول ستريت جورنال»، يتواجد رون ديرمر، وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي والمقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في واشنطن لمناقشة اتفاق يهدف إلى إرساء علاقات رسمية بين سوريا وإسرائيل، بالإضافة إلى قضايا أخرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب أن قنوات خلفية قد أُنشئت بين إسرائيل وسوريا قبل عدة أشهر بتشجيع من قطر والسعودية، مع التأكيد على أن أي اتفاق بينهما لن يكون مرتبطاً بأي وقف لإطلاق النار في غزة.
أفاد «أكسيوس» بأن إسرائيل تتواصل مع سوريا عبر أربع قنوات مختلفة على الأقل، تشمل مستشار الأمن القومي لنتنياهو تساحي هنغبي، ومدير الموساد ديفيد برنيع، ووزير الخارجية غدعون ساعر.
أشار مسؤول إسرائيلي إلى أن التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا ليس وشيكاً، بل سيستغرق بعض الوقت لتحقيق تقدم ملموس. وترى إدارة ترامب أن السبيل لإغراء السوريين هو عقد صفقة مثمرة لهم مع إسرائيل. ويقول المسؤولون الإسرائيليون إنهم يريدون من الولايات المتحدة أن تتولى دوراً أكثر نشاطاً في الوساطة، مما سيعطي الحكومة السورية الجديدة حافزاً أقوى للمشاركة بجدية. وكان المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس باراك، على اتصال بمسؤولين سوريين منذ زيارته لإسرائيل في أوائل حزيران لبحث إمكانية إطلاق محادثات رسمية.