الخميس, 8 مايو 2025 01:21 PM

تراجع القدرة الشرائية يُعمّق ركود سوق الدراجات النارية في تل أبيض ورأس العين رغم انخفاض الأسعار

تراجع القدرة الشرائية يُعمّق ركود سوق الدراجات النارية في تل أبيض ورأس العين رغم انخفاض الأسعار

ركود يخيم على سوق الدراجات النارية في تل أبيض ورأس العين

لم ينجح انخفاض أسعار الدراجات النارية وتوفر خيارات التقسيط في تحفيز المبيعات في مدينتي رأس العين وتل أبيض، حيث يسود ركود ملحوظ في الأسواق وسط تراجع الطلب على هذا النوع من المركبات.

أفاد أصحاب معارض الدراجات النارية بأن الأسعار شهدت انخفاضًا ملحوظًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث انخفض سعر دراجة "البارت" من 515 إلى 430 دولارًا أمريكيًا، و"الجيلانك" من 800 إلى 650 دولارًا، بينما تراجعت دراجة "البيتي هوندا" من 700 إلى 530 دولارًا للدراجات الجديدة. كما انخفضت أسعار الدراجات المستعملة بنسبة تصل إلى 50% لمختلف الأنواع، مع تقديم عروض تقسيط مغرية تشمل دفعة أولى منخفضة وأقساطًا مريحة تمتد لأشهر.

الأوضاع الاقتصادية المتردية تلقي بظلالها

تؤثر الأوضاع الاقتصادية الصعبة في تل أبيض ورأس العين بشكل كبير على المبيعات، حيث يعتمد السكان بشكل أساسي على الزراعة كمصدر للدخل، مما يحد من فرص العمل. كما أن ضعف البنية التحتية والخدمات يعيق جذب الاستثمارات، مما يزيد من تراجع القدرة الشرائية ويقلل الإقبال على الدراجات النارية وغيرها من المنتجات.

ترتبط عمليات شراء وبيع الآليات والدراجات النارية في رأس العين بالموسم الزراعي، حيث يشتري السكان احتياجاتهم من الدراجات والآليات لتلبية احتياجاتهم اليومية. وبسبب الجفاف وتضرر معظم المحاصيل هذا العام، تشهد الأسواق حالة من الجمود والركود العام، خاصة في قطاع شراء الدراجات النارية التي يعتمد عليها أكثر من 75% من السكان كوسيلة أساسية للتنقل.

علي العرداة، وهو أربعيني من قرية العيساوي في تل أبيض، كان يأمل في شراء دراجة نارية جديدة هذا العام لتعويض دراجته المتعطلة ومساعدته في الوصول إلى أرضه المزروعة بالشعير. إلا أنه تكبد خسائر كبيرة بسبب فشل الموسم الزراعي نتيجة الجفاف، مما اضطره إلى تأجيل شراء الدراجة النارية إلى ما بعد موسم القطن، على أمل أن يكون موسمًا جيدًا يمكنه من شراء الدراجة وسداد جزء من ديونه.

وبالمثل، لم يتمكن علاء عز الدين، وهو شاب ثلاثيني من ريف رأس العين، من امتلاك دراجة نارية رغم حاجته الماسة إليها للتنقل اليومي بين بيته ومكان عمله كحارس ليلي، وذلك بسبب محدودية راتبه. واضطر علاء إلى إصلاح دراجة معطلة كانت موجودة في منزل عائلته، مؤكدًا أنه على الرغم من انخفاض الأسعار ووجود عروض تقسيط مريحة، فإنه لا يملك القدرة على الشراء في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

إغلاق المعارض بسبب الركود

أكد هلال العباس، وهو مورد للدراجات النارية في تل أبيض ورأس العين، أن هذه التجارة أصبحت غير مجدية ماديًا بسبب الركود الذي تشهده المنطقة. وأوضح أنه كان يورد يوميًا عبر طرق "التهريب" من الرقة والحسكة أكثر من 50 دراجة قبل نحو عامين، لكن هذا العدد انخفض حاليًا إلى حوالي عشر دراجات فقط لكلا المدينتين. وأضاف أن هذا الركود أدى إلى انخفاض عدد معارض الدراجات النارية، حيث لم يتبق في تل أبيض سوى معرضين وفي رأس العين معرض واحد فقط، وتعرض جميعها عددًا محدودًا من الدراجات. وأشار إلى أن معظم السكان يتجهون الآن إلى صيانة دراجاتهم القديمة بغض النظر عن حالتها المتدهورة، واستبدال القطع الضرورية فقط بدلاً من شراء دراجات جديدة، على الرغم من العروض المغرية التي قدمها بالتعاون مع أصحاب المعارض.

إقبال على الصيانة

في المقابل، تشهد محال صيانة الدراجات إقبالًا متزايدًا نظرًا لأن تكاليف الصيانة أقل من شراء دراجة جديدة. وأوضح حسناوي مراد، صاحب محل لصيانة الدراجات النارية في رأس العين، أن معظم سكان المدينة يتجهون لصيانة دراجاتهم النارية بسبب قلة تكاليفها مقارنة بالدراجات الجديدة. وأشار إلى أن صيانة دراجة نارية بشكل كامل لا تتعدى 600 ألف ليرة سورية، بينما سعر الدراجة الجديدة، رغم انخفاضه، يتجاوز حاجز الأربعة ملايين ليرة سورية. وأضاف أنه قبل الحصار الذي فُرض على المنطقة والجفاف، كان عمل محال صيانة الدراجات النارية يعتمد بشكل أساسي على الزينة وتجميل الدراجات، بخلاف الوضع الحالي حيث تقتصر الصيانة على الأساسيات فقط. وذكر أنه يستقبل يوميًا ما يقارب 15 شخصًا لصيانة دراجاتهم بالدّين أو على الراتب، رغم أن بعض الدراجات لم تعد تتحمل حتى الصيانة الأساسية.

وتعاني مدينتا تل أبيض ورأس العين من أوضاع اقتصادية ومعيشية صعبة تتأثر بشكل كبير بمردود موسم الزراعة، حيث تعتبر الزراعة وتربية المواشي من المهن الأساسية التي يعتمد عليها أغلب السكان وتشكل مصدرًا رئيسًا لدخلهم.

مشاركة المقال: