الأحد, 23 نوفمبر 2025 03:25 PM

ترامب يهدد المكسيك بعمل عسكري بعد فنزويلا: هل تتوسع العمليات الأمريكية في أمريكا اللاتينية؟

ترامب يهدد المكسيك بعمل عسكري بعد فنزويلا: هل تتوسع العمليات الأمريكية في أمريكا اللاتينية؟

تتردد أصداء الحشد العسكري الأمريكي والغارات الجوية قبالة السواحل الفنزويلية، والتي تستهدف ما تدعي واشنطن أنها قوارب لكارتلات المخدرات في مياه الكاريبي والمحيط الهاديء، في جميع أنحاء أمريكا اللاتينية.

يتزايد احتمال التدخل العسكري الأمريكي المباشر في فنزويلا، بعدما منح الرئيس دونالد ترامب الإذن لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إي” لتنفيذ عمليات داخل فنزويلا.

وفي إشارة إلى احتمال توسع العمليات الأميركية إلى دول أخرى، لم يستبعد ترامب توجيه ضربات إلى عصابات المخدرات داخل المكسيك. هذا التهديد استفز الرئيسة كلاوديا شينباوم، التي استبعدت مثل هذا الأمر، مؤكدة: “لا نريد تدخلات من أي حكومة أجنبية. هناك تعاون وتنسيق (مع واشنطن)، لكن ليس تبعية”. وأشارت إلى أنه “في المرة الأخيرة التي تدخلت فيها الولايات المتحدة في المكسيك، استولت على نصف الأراضي”، في إشارة إلى الثورة المكسيكية في القرن التاسع عشر.

تثير شينباوم نقطة جوهرية حول السياسة التي ينتهجها ترامب تجاه دول أمريكا اللاتينية. فماذا يريد الرئيس الأميركي من فنزويلا وكولومبيا والبرازيل، غير أن تكون دولاً تابعة للولايات المتحدة، تمتثل لمشيئتها وإرادتها، على غرار نظام نجيب بوكيلة في السالفادور ونظام خافيير ميلي في الأرجنتين؟

يهدف التدخل العسكري الأميركي المحتمل في فنزويلا إلى خلع الرئيس نيكولاس مادورو، ومحاسبته على معارضته للسياسة الأميركية، والاتجاه بالبلاد نحو توثيق العلاقات مع روسيا والصين. وحتى عندما يعرض ترامب على مادورو الحوار، فإن الهدف ليس تعويم النظام في كراكاس، وإنما سيطلب منه التنحي بهدوء وتسليم الحكم إلى زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو، التي تزعم الفوز في الانتخابات الرئاسية الأخيرة والحائزة جائزة نوبل للسلام هذه السنة.

تشير الدلائل إلى أن ترامب قد اتخذ قراراً بخلع مادورو، بذريعة “إغراق الولايات المتحدة بنزلاء السجون الفنزويلية” ورعاية تجارة المخدرات المتجهة إلى أميركا. وهذا ليس بجديد، فقد سبقه إلى ذلك الرئيس الأميركي جورج بوش الأب عام 1989 في بناما، عندما انقلبت واشنطن على رجلها هناك مانويل نورييغا، وغزت هذا البلد وعادت بحاكمها مكبل اليدين إلى سجن أميركي بتهمة الاتجار بالمخدرات.

يريد ترامب أن يثبت أنه لا شيء يقف في طريق أميركا إذا عزمت على أمر. وبوصول حاملة الطائرات الأحدث “جيرالد فورد” إلى قبالة السواحل الفنزويلية، يكون الحشد العسكري الأميركي قد بات جاهزاً لشن عمليات داخل فنزويلا.

ربما لا تبلغ العمليات الأميركية حد الغزو الشامل لبلد تعداد سكانه 40 مليوناً، لكن قد يكون الهدف في البداية قصف بعض القواعد بهدف حمل الجيش الفنزويلي على الانقلاب على مادورو، أو حمل الأخير على اللجوء إلى بلد ثالث.

ولكن، على افتراض أن واشنطن نجحت في خلع مادورو، فهل ستعم الديموقراطية والازدهار فنزويلا؟ التجارب الأميركية الحديثة في أفغانستان والعراق وليبيا، تنفي ذلك. إن إطاحة الأنظمة الشمولية بالقوة لا ينجم عنه، في الغالب، إلا فوضى عارمة، وتعميق الانقسام والفقر في هذه الدول.

يصادف أن فنزويلا دولة غنية بالنفط. ولن يفرط ترامب بوضع يد الشركات الأميركية على مصادر الطاقة في هذا البلد. أما تحقيق الديموقراطية فلن يبقى إلا شعاراً غير قابل للتحقق في الأمد المنظور.

تثير الضربات الأميركية الموجهة إلى “قوارب التهريب” ومقتل عشرات على متنها من دون محاكمة، معارضة في دول حليفة للولايات المتحدة، مثل بريطانيا، وتعتبرها الأمم المتحدة عمليات قتل من خارج القانون.

لا يؤثر ذلك كثيراً في ثني ترامب عن عزمه الذهاب بعيداً، في إثبات أن القوة الأميركية هي القول الفصل في تقرير مصائر الدول، سواء في الكاريبي أو في ما هو أبعد!

مشاركة المقال: