الإثنين, 28 أبريل 2025 07:37 PM

تطبيع العلاقات السورية الإسرائيلية: انقسام محتمل في الشارع السوري ومعارضة تركية

تطبيع العلاقات السورية الإسرائيلية: انقسام محتمل في الشارع السوري ومعارضة تركية

أشار خبراء اليوم الجمعة إلى إمكانية حدوث انقسام في الشارع السوري إذا قررت الحكومة الانتقالية الحالية السير في طريق تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وأوضح الخبراء أن هناك جزءًا من الشعب السوري يتطلع إلى السلم والتهدئة في المنطقة بعد سنوات من المعاناة نتيجة اصطفاف سوريا مع محور الممانعة، في حين يعارض الجزء الآخر هذا التوجه. هؤلاء المعارضون يعارضون أي تقارب مع إسرائيل بسبب دعم بعض الدول لتيار المقاومة والممانعة في سوريا، مثل تركيا التي تسعى إلى فرض نفوذها على مناطق واسعة من سوريا، وهو ما يتناقض مع أي تقارب مع تل أبيب.

وفي وقت سابق، كشف عضو الكونغرس الأمريكي مارلين شتوتسمان عن رغبة الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا التطبيع مشروط بضمان سيادة سوريا ووحدة أراضيها. وقال شتوتسمان في تصريحات لوسائل الإعلام الغربية بعد زيارته الأخيرة لسوريا: "الشرع مستعد للانخراط في اتفاقيات أبراهام، وهو ما سيساعده على تحسين علاقاته مع إسرائيل والدول الأخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الولايات المتحدة". وأضاف أن الشرع يعتبر أن سوريا يجب أن تبقى دولة موحدة وذات سيادة من أجل المضي قدمًا في هذا التطبيع.

هل يفيد التطبيع سوريا؟

من جانبه، أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري، عبد الحكيم بشار، أن "التطبيع مع إسرائيل سيكون مفيدًا لسوريا ولإسرائيل وللمنطقة بأسرها". وفي تصريحات لوكالة "سبوتنيك"، أضاف بشار أن شعوب المنطقة سئمت من الحروب والصراعات، وأن الوقت قد حان للتعايش السلمي والتبادل التجاري الذي من شأنه أن يعزز الأمن والاستقرار.

وبالنسبة لموقف الشارع السوري من هذه الخطوة، قال بشار إن الشارع يمكن أن يتقبل التطبيع بسهولة، مع وجود بعض القوى السياسية التي قد تعارض ذلك. ومع ذلك، يرى أن تلك الاعتراضات ستكون غير مؤثرة، مشيرًا إلى أن التطبيع مع إسرائيل يمكن أن يحقق مزيدًا من الأمن والاستقرار في سوريا على الصعيدين الأمني والاقتصادي. وأضاف أن الدول العربية بدأت تدرك أهمية التعايش السلمي بين الأديان، بعد أن جربت الصراعات لأكثر من سبعة عقود وكانت العواقب سلبية للغاية على الاستقرار والنمو.

التحديات المقبلة

أما عضو الهيئة الاستشارية لمجلس "سوريا الديمقراطية"، رياض درار، فقد أشار إلى أن تصريحات الشرع بشأن التطبيع غير كافية وقد تجلب تعقيدات إضافية في المفاوضات. وأوضح درار في تصريحات لـ"سبوتنيك" أن إسرائيل قد تضع شروطًا مقابل التطبيع، مثل الابتعاد عن إيران وروسيا ومنع وجود أي جماعات مناهضة لإسرائيل على الأراضي السورية.

وفيما يتعلق بالانقسام المحتمل في الشارع السوري، أشار درار إلى أن سوريا عانت طويلاً من الصراع والتمسك بسياسة الممانعة، وهو ما جعل العديد من السوريين يتطلعون إلى السلام. ومع ذلك، توقع أن يستمر الانقسام في الشارع السوري لبعض الوقت. وأضاف أن القوميين في سوريا سيرفضون التطبيع بشكل قاطع، لكن هذا الرفض لن يكون له تأثير كبير على الأرض بعد تدمير قوى مثل "حزب الله" والجماعات الموالية له في المنطقة.

دور الدول العربية وتركيا

وأردف درار أن بعض الدول العربية قد تلعب دورًا في رعاية عملية التطبيع بين سوريا وإسرائيل، في حين أن تركيا ستعارض بشدة هذه الخطوة، نظرًا لرغبتها في توسيع نفوذها في سوريا. وأشار إلى أن تركيا تعتبر سوريا جزءًا من مجال نفوذها وتسعى إلى عرقلة أي خطوات نحو التطبيع بين دمشق وتل أبيب، لأنها تتناقض مع مساعيها في المنطقة.

العقوبات على سوريا

وفيما يخص العقوبات المفروضة على سوريا، أكد عضو الكونغرس مارلين شتوتسمان أن أحمد الشرع لا يطلب أموالًا من الولايات المتحدة، بل يطالب برفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأوضح أن الإدارة الأمريكية قد ترفع العقوبات في حال تحسنت العلاقات بين سوريا وإسرائيل، معتبرًا أن هذا الأمر يجب أن يُؤخذ بعين الاعتبار في أي محادثات مقبلة.

سبوتنيك عربي

مشاركة المقال: