شهدت قضية اختفاء "مي سلوم" تطورات جديدة، حيث دخلت قسم الشرطة الشرقي في مدينة اللاذقية في حالة وصفت بالمتدهورة نفسياً وجسدياً، وفقاً لما ذكره شقيقها "مهدي سلوم". وذكر "مهدي" أنه طُلب منه المغادرة والانتظار لمدة ثلاث ساعات، لكنه تفاجأ عند عودته باختفاء شقيقته، وأُخبر بأنها غادرت القسم لكونها "بالغة راشدة"، على الرغم من ظهور سلوك غير مستقر عليها أمام زوجها وطفلها الصغير، بحسب روايات ناشطين. ولا يزال الغموض يكتنف ملابسات ما جرى داخل القسم الأمني، في ظل غياب أي توضيح رسمي.
وفي التفاصيل، أوضح "مهدي سليم سلوم"، شقيق المفقودة، في مقطع فيديو نشره عبر الفيسبوك، أن شقيقته كانت في حالة نفسية وجسدية سيئة عندما كانت في قسم الشرطة الشرقي باللاذقية. وأضاف أن النقيب طلب منه المغادرة والانتظار لتلقي اتصال بعد ثلاث ساعات، إلا أنه أصر على إحضار الطعام لشقيقته، وعندما عاد، تفاجأ بعدم وجودها. وعندما استفسر عن مكانها، أُخبر بأنه تم تسليمها أغراضها والسماح لها بالرحيل لأنها "بالغة راشدة وحرة"، ويمكنها الذهاب إلى أي مكان تشاء. وأشار إلى أنه ذكر لهم أن النقيب طلب منه الانتظار لتلقي اتصال بعد ثلاث ساعات، فكيف يمكن ترحيلها بهذه الطريقة؟ ليؤكد الكادر مجدداً أنها "بالغة راشدة". وأضاف: «ما منعرف شو عاطينها»، في إشارة منه إلى الخاطفين.
من جانبه، أوضح الناشط "عزازيل ديب" في مقطع فيديو نشره عبر فيسبوك، أنه بعد تدخل وجهاء وفاعلين، تم التوصل إلى مكان تواجد "مي". وبمساعدة هؤلاء الأشخاص، ذهب زوجها وشقيقها وطفلها الصغير لرؤيتها وإحضارها، لكنهم تفاجأوا بسلوك الأم الذي وصف بالغريب، حيث بدأت بضرب رأسها بالحائط والصراخ ورفضت احتضان طفلها الصغير، مما جعل الجميع يدرك أن هناك وضعاً غير طبيعي. تم نقل "مي" إلى قسم شرطة في اللاذقية، وذهب زوجها وشقيقها ومحامي لطلب تحويلها إلى لجنة طبية، ولكن بعد مرور بعض الوقت، أُخبروا في القسم بأنه تم ترحيل "مي" إلى حلب.
وأضاف "ديب": «قلتو مابدنا قلنا ماشي، كيف بتنترك وسلوكها واضح إنو غير صحيح»، مشيراً إلى أنه وثق كل التفاصيل وتعرض للتهديد والوعيد، مطالباً بمعاقبة الخاطفين. وكانت "مي سلوم" قد اختفت بعد خروجها من عيادة طبيب الأسنان في مدينة اللاذقية يوم 21 حزيران الفائت، ولاحقاً أطلق أطفالها نداء استغاثة للمساعدة في إعادة والدتهم. وبعد ذلك، ظهرت "مي" وهي ترتدي الحجاب وتقول إنها سافرت إلى صديقتها في حلب ولا تريد أي تواصل مع عائلتها، وأخبرت أشقائها بذلك، إلا أن شقيقتها "مهد" نفت وجود أي تواصل معها وأكدت أن "مي" تعرضت للاختطاف وهي مجبرة على قول ما قالته.
يذكر أن وكالة رويترز كانت قد وثقت في تحقيق لها في شهر تموز الفائت، اختطاف شابات في محافظات حمص، حماة، اللاذقية وطرطوس. وفي وقت سابق من تموز الفائت، دعت منظمة السلطات السورية إلى مضاعفة جهودها وفتح تحقيقات سريعة وشاملة ونزيهة في قضية خطف النساء العلويات ومحاسبة المسؤولين عن تلك الحوادث. وأعلنت أنها تلقت تقارير موثوقة منذ شباط الماضي عن اختطاف ما لا يقل عن 36 امرأة وفتاة علوية، على يد مجهولين في محافظات "اللاذقية وطرطوس وحمص وحماة" بينهن خطف 5 نساء و3 فتيات دون الـ 18 في وضح النهار، بينما لم تجرِ الشرطة باستثناء حالة واحدة أي تحقيقات فعالة في مصيرهن.