السبت, 15 نوفمبر 2025 04:23 PM

تقرير حقوقي: تسارع الاستيطان الإسرائيلي شرق القدس يهدد الوجود الفلسطيني

تقرير حقوقي: تسارع الاستيطان الإسرائيلي شرق القدس يهدد الوجود الفلسطيني

أكدت منظمة البيدر الحقوقية الفلسطينية أن التسارع في وتيرة الاستيطان شرق القدس المحتلة، ضمن مخطط E1 الاستيطاني، يشكل تصعيداً خطيراً يستهدف بلدات عناتا وحزما وجبع، بالإضافة إلى أماكن تواجد البدو المحيطة بها.

وذكرت المنظمة في بيان نقلته وكالة وفا الفلسطينية، أن مستوطنين بدأوا مؤخراً في إقامة بؤرة استيطانية جديدة على أراضي بلدة عناتا، بالقرب من تجمعي أبو غالية والعراعرة البدويين، بالتزامن مع تحركات مماثلة في أراضي حزما وجبع شمال شرق القدس، وذلك في إطار مشروع استيطاني ممنهج يهدف إلى تغيير الجغرافيا الفلسطينية، مما يهدد التواصل الجغرافي للضفة الغربية.

وأشارت المنظمة إلى أن هذه التحركات تأتي في سياق مخطط E1 الذي يهدف إلى ربط مستوطنة "معاليه أدوميم" بمدينة القدس المحتلة، وهو ما يعني عملياً قطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، ومحاصرة القدس الشرقية بطوق استيطاني يعيق أي إمكانية مستقبلية لجعلها عاصمة لدولة فلسطينية مستقلة.

وأضافت المنظمة أن بلدات عناتا وحزما وجبع، بالإضافة إلى تجمعات البدو المنتشرة فيها، تقع في قلب المنطقة الممتدة بين شمال شرق وشرق القدس المحتلة ومستوطنة "معاليه أدوميم"، وتشكل المعبر الوحيد الذي يربط شمال الضفة بجنوبها، مما يجعل الأنشطة الاستيطانية الأخيرة بالغة الخطورة.

وأوضحت أن سكان البدو في المنطقة يعتمدون على الزراعة والرعي كمصدر رزق رئيسي، ومع تصاعد النشاط الاستيطاني، يُمنعون من الوصول إلى أراضيهم، وتتم مصادرة مساحات واسعة بحجة "أراضي دولة" أو "مناطق تدريب عسكري"، بالإضافة إلى هدم المنازل والمنشآت بحجة البناء غير المرخص، في سياسة ترحيل تدريجي تتعارض مع اتفاقية جنيف الرابعة.

ودعت منظمة البيدر الحقوقية إلى توثيق وتحديث الخرائط الميدانية لإظهار الترابط بين البؤر الاستيطانية الجديدة ومخطط E1، والتحرك الدولي العاجل لوقف المشروع وفرض تجميد فوري للبناء الاستيطاني شرق القدس، وحماية التجمعات البدوية عبر توفير دعم قانوني وإنساني عاجل، وتفعيل الرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية الصادر في تموز 2024 والضغط لفرض عقوبات على الجهات المنفذة للمشاريع في الأراضي المحتلة.

يذكر أن مخطط E1، الذي يمتد على نحو 12 كيلومتراً مربعاً، قد طُرح منذ تسعينيات القرن الماضي، لكنه واجه اعتراضاً دولياً واسعاً. وأشارت المنظمة إلى أنه يجري اليوم تنفيذ المخطط تدريجياً عبر إنشاء بؤر صغيرة غير معلنة، تمهيداً لربطها بالطرق الالتفافية ومعسكرات وحواجز عسكرية، مما يؤدي إلى عزل القدس الشرقية وترك التجمعات البدوية محاصرة كجزر منفصلة.

مشاركة المقال: