الإثنين, 11 أغسطس 2025 05:47 PM

تلوث شمال شرق سوريا: تشوهات الأجنة وتدهور الزراعة يفاقم معاناة السكان

تلوث شمال شرق سوريا: تشوهات الأجنة وتدهور الزراعة يفاقم معاناة السكان

يشهد شمال شرق سوريا تفاقمًا في المشاكل البيئية نتيجة التلوث الناجم عن مصادر متعددة، أبرزها مخلفات النفط والمولدات الكهربائية التي تعمل بالوقود بالقرب من المناطق السكنية. وقد سلط تقرير لمنظمة باكس الهولندية غير الحكومية، صدر في نوفمبر 2020، الضوء على الأثر البالغ لمصافي النفط المؤقتة، التي انتشرت بسرعة منذ عام 2012، على صحة الإنسان والبيئة في المنطقة.

وفي ظل انتظار شراكة محتملة مع الولايات المتحدة لإعادة بناء البنية التحتية للطاقة المتضررة جراء 14 عامًا من الحرب الأهلية، يعاني السكان من تلوث حاد دفع البعض إلى ترك منازلهم والنزوح بسبب تلوث الهواء. وأكد محمد الربيح، وهو موثق بيانات محلي، أن الوضع البيئي أثر سلبًا على الزراعة، وأن الظروف المعيشية للمواطنين مأساوية، مشيرًا إلى وجود حالات إجهاض وتشوهات في الأجنة.

وأضاف الربيح أن بعض الأطباء يرجعون سبب التشوهات الخلقية إلى التلوث الناتج عن المصافي المؤقتة. وأشار إلى أن التقرير الصادر عن منظمة باكس الهولندية قد أكد بدوره على خطورة هذه المصافي على صحة المجتمع والبيئة.

وأكد الربيح أن التلوث دفع بعض العائلات إلى مغادرة المنطقة حفاظًا على صحة أطفالهم، مشيرًا إلى إصابة اثنين منهم بالربو. كما تحدثت فاتن خلف (40 عامًا)، من ريف الحسكة، عن معاناتها الصحية ومعاناة نساء قريتها بسبب التلوث، حيث صرحت بأنها أجهضت أربع مرات بسبب تشوهات الأجنة، مؤكدة أن هذه المشكلة شائعة بين نساء القرية، وأن ابنتها تعاني من الربو بسبب التلوث.

ويؤكد السكان أن المشكلة تتفاقم بسبب عوادم المولدات والمركبات، حيث يعتمد السوريون على المولدات لتوفير الكهرباء لساعات محدودة يوميًا، حتى في دمشق، مما يزيد من تلوث الهواء. وحذر خبير البيئة بلند مالا من المشاكل الصحية، مشيرًا إلى أن نصيب الفرد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في شمال وشرق سوريا يتجاوز المتوسط العالمي بأكثر من 300 طن متري سنويًا.

وأكد مالا أن حصة الفرد في مناطق شمال وشرق سوريا من انبعاثات غاز ثنائي أكسيد الكربون تفوق المعدل العالمي، مما ينذر بمشاكل صحية جسيمة. وتحاول السلطات الكردية إيجاد حلول لهذه المشكلة، حيث صرح محمد أحمه، وهو مسؤول بيئة كردي، بضرورة استيراد مصاف حديثة للقضاء على المصافي البدائية وتلوثها، مؤكدًا أن المنطقة تعاني من انتشار الأمراض، ودعا إلى استخدام الطاقة الشمسية والطاقة المتجددة.

وفي سياق متصل، أعلن جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة أرجنت للغاز الطبيعي المسال، في 18 يوليو، أن شركات بيكر هيوز وهانت إنيرجي وأرجنت للغاز الطبيعي المسال، ومقرها الولايات المتحدة، ستضع خطة رئيسية لقطاع النفط والغاز والطاقة في سوريا، في شراكة تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة المتضررة جراء الحرب الأهلية. وتعتبر هذه الخطوة تحولًا سريعًا مع دخول الشركات الأمريكية إلى دولة كانت تخضع لعقوبات صارمة، قبل أن يرفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تلك العقوبات في نهاية يونيو. (France 24 – REUTERS)

مشاركة المقال: