تسببت الإجراءات الأمريكية برفع الرسوم الجمركية والحروب العالمية في ارتفاع كبير وغير مسبوق في أسعار الذهب. يصعب التكهن بمستويات الأسعار بحلول نهاية عام 2025، لكن من المؤكد استمرار الارتفاع في ظل حالة عدم الاستقرار العالمي والحروب الاقتصادية، خاصة بين الصين والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية.
الرسوم الجمركية الضخمة التي فرضتها الولايات المتحدة، والتي وصلت إلى 104% على الواردات الصينية، ورد الصين برسوم إضافية بلغت 84% على المنتجات الأمريكية (تصل إلى 125% في بعض الحالات)، أدت إلى اضطرابات في الأسواق العالمية وانخفاضات كبيرة في مؤشرات الأسهم الآسيوية والأوروبية.
حذرت منظمة التجارة العالمية من أن هذه الحروب التجارية قد تقلص التجارة بين الصين وأمريكا بنسبة 80%، مما يؤثر على سلاسل التوريد ويزيد التكاليف. شهدت الأسواق الآسيوية، وخاصة طوكيو (-3.93%) وهونغ كونغ (-13.22% في 7 نيسان)، تصحيحات حادة.
أشارت مصادر مطلعة إلى أن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية غير المنتظمة، إلى جانب الديون الأمريكية المرتفعة والعجز التجاري المستمر، تقوض ثقة المستثمرين. فقد خسر الدولار نحو 5% مقابل اليورو منذ 2 نيسان الجاري، حيث انخفض إلى 1.1365 دولار أمريكي مقابل 1 يورو في 16 نيسان. يواجه البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي ضغوطاً لتحقيق الاستقرار في الأسواق، لكن التوقعات بسياسة نقدية تقييدية تحد من قدرة الدولار على التعافي.
وأضافت المصادر: "في آسيا، يؤثر انخفاض قيمة الدولار على الديون المقومة بالعملة الخضراء، مما يجعل سدادها أكثر تكلفة بالنسبة للدول الناشئة. ويراقب بنك اليابان هبوط الين بقلق، رغم أن التدخل المباشر غير مرجح. أدت الرسوم الجمركية إلى خلق حالة من عدم اليقين الاقتصادي، مما أدى إلى تقليص الطلب على الأصول الأميركية".
أثر هذا الأمر على أسعار الذهب، وأشارت المصادر إلى أنه "يتوقع غولدمان ساكس ويو بي إس وجيه بي مورغان أن يصل سعر الذهب إلى 4500 دولار للإقّة بحلول نهاية عام 2025، بسبب تسارع عوامل عديدة من التوترات التجارية، وضعف الدولار".
ولفتت إلى أن بنك UBS رفع مؤخرا توقعاته إلى 3700 دولار للإقّة في الأمد القريب، مع إمكانية تحقيق المزيد من الارتفاع إذا استمرت حالة عدم اليقين. وبحسب التوقعات الأخيرة، فإن سعر صرف اليورو مقابل الدولار قد يتحرك نحو 1.19-1.20 دولار بحلول أيار 2025، من حوالي 1.14 دولار حالياً، مما يشير إلى ضعف نسبي في قيمة العملة الاميركية. وأكد غولدمان ساكس أنه سيرتفع من 3650 إلى 3950 دولارا، مع إمكانية الوصول إلى 4500 دولار في حالة الركود، بينما "يو بي إس" وبنك "أوف أميركا" توقعا أن تتراوح ما بين 3500 دولار بحلول عام 2025، حتى 3700 دولار. وصل سعر الذهب حاليا إلى 3,357.40 دولار للإقّة، مسجلا ارتفاعا بنحو 26% منذ بداية العام".
إذاً، يتوقّع أن يشهد الذهب ارتفاعاً وسط كل ما يحدث وأن يصل الى حدود 4500 دولار مع نهاية العام 2025…
