الإثنين, 23 يونيو 2025 10:48 PM

توقيف ناشط في إدلب بتهمة ازدراء الدين يثير موجة تضامن واسعة

توقيف ناشط في إدلب بتهمة ازدراء الدين يثير موجة تضامن واسعة

تصاعدت حدة حملة التضامن مع الناشط والمهندس "مازن عرجا" بعد أن أوقفه جهاز الأمن العام في مدينة إدلب صباح الأحد. جاء التوقيف على خلفية نشره مقطع فيديو انتقد فيه قرار بناء مسجد في حديقة عامة، تعتبر المتنفس الوحيد لأطفال حي سكني، على الرغم من وجود عدة مساجد قريبة.

وذكر ناشطون أن توقيف "عرجا" جاء بعد أيام من نشره مقطع فيديو لا تتجاوز مدته دقيقتين، عبر فيه بهدوء ومن منطلق مدني عن اعتراضه على حرمان الأطفال من حديقتهم، دون توجيه أي إساءة دينية أو تحريض.

الصحفي حازم داكل وصف توقيف مازن بأنه "محاولة لإسكات صوت مدني حرّ"، مؤكداً أن مازن لم يزدري الدين ولم ينتقص من العقيدة، بل مارس حقه الطبيعي في النقد. وأضاف داكل في منشوره: «سوريا الجديدة لا تُبنى باعتقال المنتقدين، بل بحماية الفضاء العام لكل مواطن، وبضمان الحق في الكلام والاعتراض».

كما أكد داكل أن منسق حملة "خلّيها خَضرا ونضيفة"، التي كان من المقرر إطلاقها مطلع تموز المقبل، هو مازن عرجا نفسه، وقال في بيان: «نستنكر استخدام تهم فضفاضة كـ"ازدراء الدين" أو "انتقاد السلطات المحلية" لتكميم الأفواه وملاحقة الأصوات الحرة، ونطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المهندس مازن عرجا».

من جهته، كتب الناشط "أحمد ثلجي" أن مازن تم استدعاؤه بشكل رسمي قبل يومين، وذهب طواعية إلى التحقيق صباح الأحد، لكنه لم يخرج. وأضاف: «نذكّر السلطات أن القانون لا يتيح توقيف أي مواطن أكثر من ٤٨ ساعة على ذمة التحقيق دون قرار قضائي واضح، وأي تجاوز يُعدّ اعتقالاً تعسفياً مرفوضاً».

وأكد "ثلجي" أن مازن لم يدن ديناً، ولم يدعُ إلى عنف، ولم يخرق قانوناً، بل عبر عن رأي مدني هادئ في قضية تخص الصالح العام، محذراً من أن تجاهل الإفراج عنه خلال المهلة القانونية سيدفعهم لممارسة حقهم الدستوري في التظاهر السلمي، وقال في ختام منشوره: "مازن ليس وحده".

وبينما تتواصل حملة التضامن مع عرجا على منصات التواصل الاجتماعي، يرى ناشطون أن توقيفه يمثّل اختباراً حقيقياً لالتزام السلطة المحلية في إدلب بحرية التعبير، والضمانات التي لطالما نادت بها.

وفيما لم يصدر أي توضيح رسمي حتى الآن من الجهات المعنية حول وضع مازن القانوني، تتصاعد الدعوات لإطلاق سراحه فوراّ، ووقف أي ممارسات تعسفية تطال الحريات العامة، خصوصاً في قضايا تتعلق بالمساحات البيئية وحقوق المواطنين.

يذكر أن "مازن عرجا" من أوائل الثوار، وسبق وتعرض للتوقيف والتعذيب على أيدي الأمن السوري على خلفية نشاطه الثوري.

مشاركة المقال: