كانبيرا-سانا: حقق فريق بحثي في جامعة سيدني إنجازاً علمياً هاماً، حيث ابتكر أوعية دموية مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد على شرائح زجاجية. تحاكي هذه الأوعية بدقة التشريح الحقيقي للأوعية وديناميكيات تدفق الدم، مما يفتح آفاقاً جديدة لدراسة أسباب السكتات الدماغية وتطوير وسائل تشخيص وعلاج أكثر فعالية.
ووفقاً لموقع Medical Xpress المتخصص في الأخبار والمستجدات العلمية والطبية، فإن هذه التقنية الجديدة تتيح أيضاً اختبار أدوية مخصصة للمرضى الذين يعانون من حالات معقدة. وأشار الباحث تشارلز تشاو إلى أن هذا الابتكار لا يقتصر على طباعة الأوعية الدموية فحسب، بل يمثل أملاً جديداً للأشخاص المعرضين لخطر السكتات الدماغية، وذلك من خلال جعل طب الأوعية الدموية الشخصي أقرب إلى المرضى.
واعتمد الباحثون في عملهم على صور التصوير المقطعي لمرضى السكتة الدماغية لإنشاء نماذج مصغرة دقيقة للأوعية. وقد جرى تقليص حجم الشريان السباتي من 5-7 ملم إلى 200-300 ميكرومتر، وتقليل وقت التصنيع من عشر ساعات إلى ساعتين، وذلك باستخدام تقنية مطورة تعتمد على الزجاج بدلاً من الراتنج المستخدم في الطباعة التقليدية.
وتمكن الفريق أثناء التجارب من مراقبة تشكل الجلطات وسلوك الصفائح الدموية في الزمن الحقيقي. وأظهرت النتائج أن حركة الصفائح تزداد بين سبع وعشر مرات في مناطق الضغط المرتفع داخل الوعاء. كما أثبت النموذج قدرته على محاكاة تدفق الدم الطبيعي، بما في ذلك اختلاف اللزوجة لدى المرضى، وهو ما كان يمثل أحد أكبر التحديات.
ويخطط الباحثون لدمج الذكاء الاصطناعي مع منصة التصنيع الحيوي لإنشاء "توائم رقمية" قادرة على التنبؤ بالسكتات الدماغية قبل حدوثها، والانتقال من العلاج بعد الإصابة إلى الوقاية المسبقة.
ويأمل الباحثون أن تسهم هذه التقنية المتقدمة في تطوير أساليب تشخيصية وعلاجية أكثر دقة للحد من مخاطر السكتات الدماغية، وفتح آفاق جديدة نحو الوقاية الاستباقية وتحسين جودة حياة المرضى حول العالم.