يواجه سكان منطقة جديدة الفضل في ريف دمشق تحديات خدمية متزايدة، تتجلى في الانقطاع المتكرر للمياه والكهرباء، وتراجع مستوى النظافة العامة، وضعف وسائل المواصلات. يأتي ذلك في ظل ارتفاع غير مسبوق في أسعار الإيجارات، مما يزيد الأعباء على الأسر ذات الدخل المحدود.
يصف محمد العلي، أحد سكان المنطقة، الوضع الخدمي بأنه "سيئ للغاية"، ويشير إلى أن المياه لا تصل إلى المنازل إطلاقًا، مما يضطر السكان للاعتماد على صهاريج المياه الخاصة ذات الأسعار المرتفعة. ويضيف أن أزمة المياه المستمرة تسببت في مشكلات صحية ومعيشية كبيرة، حيث يصعب تأمين الاحتياجات اليومية من الشرب والغسيل والتنظيف.
أما بالنسبة للكهرباء، فيوضح العلي أن التيار الكهربائي لا يتوفر إلا لساعتين في الصباح ومثلهما في المساء، دون جدول زمني ثابت، مما يعطل الحياة اليومية للسكان ويؤثر سلبًا على أعمالهم، خاصةً أولئك الذين يعتمدون على الكهرباء في تشغيل أدواتهم ومعداتهم الصغيرة. ويضيف: "الكهرباء تأتي في أوقات غير متوقعة، وقد تمر أيام دون أن نرى الضوء في منازلنا".
وفيما يتعلق بالنظافة، يشير العلي إلى أن ضيق الشوارع وسوء التنظيم العمراني يعيق وصول سيارات القمامة إلى معظم الأحياء، مما يضطر السكان لحمل النفايات لمسافات طويلة تصل إلى 700 متر للوصول إلى الحاويات القليلة المتوفرة في أطراف المنطقة. ويؤكد أن تراكم النفايات يشكل خطرًا صحيًا حقيقيًا، خاصةً مع ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الحشرات.
يشاطر أبو أحمد، أحد سكان الحي منذ أكثر من عشر سنوات، الرأي ذاته، ويؤكد أن الوضع أصبح "لا يُطاق" في ظل غياب أي حلول من الجهات المعنية. ويقول: "نعيش في منطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة، لا ماء، لا كهرباء، ولا طرق منظمة. ومع ذلك، ترتفع الإيجارات بشكل غير منطقي، حيث يتراوح إيجار المنزل العادي بين 300 و400 دولار شهريًا، وهو مبلغ لا يتناسب إطلاقًا مع مستوى الخدمات المقدمة ولا مع القدرة الشرائية للسكان".
ويضيف أبو أحمد أن المواصلات تمثل تحديًا إضافيًا، فبسبب ضيق الطرقات والعشوائيات، تعجز وسائل النقل العامة عن الوصول إلى معظم أجزاء المنطقة، مما يجبر السكان على السير لمسافات طويلة أو الاعتماد على سيارات خاصة بأسعار مرتفعة.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يأمل الأهالي أن تتحرك الجهات المختصة بشكل عاجل لتحسين الواقع الخدمي في جديدة الفضل، من خلال إصلاح شبكات المياه والكهرباء، وتوفير نظام نظافة فعال، وتنظيم الطرق والمواصلات، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويعيد للمنطقة جزءًا من الاستقرار المفقود.