يواجه عناصر الدفاع المدني السوري صعوبات جمة في عمليات إخماد الحرائق المندلعة في ريف حماة، وذلك بسبب التضاريس الوعرة للمنطقة، وارتفاع درجات الحرارة، وغياب خطوط النار. وأفاد مراسل عنب بلدي في حماة، اليوم الخميس الموافق 14 من آب، بأن منطقة سهل الغاب تشهد حرائق مستمرة لليوم الخامس على التوالي، وأن المساحة المتضررة قد تجاوزت 500 هكتار.
وأشار المراسل إلى أن الاستجابة والإجراءات المتخذة تضمنت مشاركة مديرية حماة في عمليات الإطفاء، بالإضافة إلى مؤازرات من محافظات إدلب وحلب ودمشق. كما تدخلت مروحيات وزارة الدفاع للمساهمة في السيطرة على النيران. ويشارك في إخماد الحرائق أكثر من 20 فريقًا من فرق الدفاع المدني، وأفواج الإطفاء، ومديريات الزراعة والأحراج، إضافة إلى جهود المجتمع المحلي.
ووفقًا للمراسل، توزعت الحرائق على أربع نقاط رئيسية، هي بيت ياشوط، عين الكروم، عناب، مرداش. ويعد الحريق الأكبر في منطقة عناب، حيث تجاوزت المساحة المتضررة فيه 400 هكتار. وأكد الدفاع المدني السوري في بيان له اليوم أن جهودًا كبيرة تبذلها فرق الإطفاء التابعة للدفاع المدني السوري وفرق إطفاء الحراج وأفواج الإطفاء الحراجي بمشاركة الطيران المروحي التابع لوزارة الدفاع، وبالتعاون مع الأهالي في مواجهة حرائق الغابات والأحراش في محور قرية عناب بريف حماة.
من جهته، صرح وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، عبر حسابه على منصة “إكس”، بأن وزارته “تتابع بقلق الحرائق المؤسفة التي تشهدها أرياف مدينتي حماة واللاذقية”. ووجه الوزير جميع كوادر الأمن الداخلي في المحافظتين لتقديم الدعم الكامل للمواطنين، والمساهمة في تأمين احتياجاتهم وتقديم المساعدة والإسناد الميداني لفرق الدفاع المدني والجهات المختصة.
وفي تصريح لعنب بلدي، أوضح مدير الدفاع المدني في الساحل، عبد الكافي كيال، أمس، أن أكثر من 20 حريقًا اندلع في ريفي اللاذقية وحماة، خلال الأيام الثلاثة الماضية. وأكد أنه يتم حاليًا التعامل مع خمسة مواقع للحرائق في منطقة الغاب، وهي قابلة للزيادة في نقاط متوزعة، وبؤر متعددة، في مناطق عناب وبيت ياشوط وطريق المقامات بريف حماة الغربي. كما تتعامل فرق الإطفاء مع الحرائق في ريف اللاذقية في مناطق الحفة وجبل التركمان، إضافة إلى المنطقة ما بين ريف اللاذقية وإدلب، وفي منطقة جبلة، حيث يتم العمل على إخماد أكثر من ثلاثة حرائق.
وفي محافظة طرطوس، اشتعلت حرائق في منطقة دريكيش والمناطق الحرجية المحيطة بها. وتم إخماد عدة حرائق، أبرزها في منطقة جبل التركمان وجبلة والحفة، ولا تزال الفرق تخمد بقية الحرائق في هذه المناطق، بالتوازي مع العمل على إخماد حرائق ريف حماة، بحسب ما أوضحه كيال. وأشار إلى خطورة بعض الحرائق المشتعلة في هذه المناطق الحرجية، باعتبارها قريبة جدًا من قرى سكنية، وإلى وجود فرق منتشرة في الغابات، للحد من وصول النيران للقرى، وحماية الأهالي. وأكد أن وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث تعمل منذ شهر على خطط لفتح الطرقات في مناطق ريف اللاذقية الشمالي، موضحًا أن الجهود مستمرة لتقليص المساحة التي يمكن أن تلتهمها النيران.