الثلاثاء, 22 أبريل 2025 03:50 AM

حلب تستنهض التعليم: مبادرات لترميم المدارس المدمرة وإعادة الحياة إليها

حلب تستنهض التعليم: مبادرات لترميم المدارس المدمرة وإعادة الحياة إليها

يدفع قطاع التعليم في حلب ثمن سنوات الحرب والدمار، حيث أدى القصف والزلزال إلى خروج عشرات المدارس عن الخدمة. في المقابل، تسعى الجهات الرسمية والمنظمات الإنسانية ورجال الأعمال المغتربون إلى ترميم ما يمكن، وسط احتياجات تفوق الإمكانيات المتاحة.

118 مدرسة خارج الخدمة في حلب

أكدت آية صدور، رئيسة دائرة الأبنية في مديرية التربية والتعليم في حلب، في حديث خاص لـ"سوريا 24"، أن "عدد المدارس المتضررة والخارجة عن الخدمة في مدينة حلب بلغ 118 مدرسة، وقد سُوِّي عدد كبير منها بالأرض نتيجة القصف". وأشارت إلى أن "مدارس الريف تعرضت لأضرار واسعة أيضًا بفعل الزلزال والقصف"، موضحةً أن "المديرية قامت بتقييم 450 مدرسة في المدينة، وتم تصنيف الأضرار بين صيانة خفيفة، ومتوسطة، وثقيلة".

وقالت صدور: "باشرنا حاليًا بتأهيل 15 مدرسة في المدينة والريف بتمويل من الجهات الداعمة، إلا أن الاحتياج لا يزال كبيرًا جدًا، والكلف مرتفعة جدًا، خصوصًا في ظل عودة السكان إلى المدن الكبرى". وأوضحت أن "العمل يتم حاليًا على رصد المدارس وتحديد أولويات الترميم بحسب الحالة الإنشائية، وضمن خطة تهدف إلى تخفيف الكثافة الصفية وإعادة توزيع الطلاب على المدارس التي سيتم تأهيلها". وأضافت أن "الخطط المستقبلية ستؤمن بيئة تعليمية مستقرة وجاذبة، وتوفر فرص عمل للمعلمين، ما يسهم في إعادة الحياة إلى المدرسة السورية من جديد".

ترميم 100 مدرسة في سبع محافظات سورية

من جانبه، أشار عزام خانجي، مدير منظمة "مداد"، في تصريح لـ"سوريا 24"، إلى أن "المنظمة تنفذ حاليًا حملة لترميم نحو 100 مدرسة في سبع محافظات سورية، هي: دمشق، ريف دمشق، حمص، حماة، إدلب، حلب، وبانياس، بالتعاون مع منظمة رحمة بلا حدود". وأوضح خانجي أن "وفدًا من رجال الأعمال زار حلب مؤخرًا برفقة فريق من المحافظة، وجال على عدد من المدارس المتضررة، وأسفرت الزيارة عن تقديم وعود بترميم مدرستين خرجتا عن الخدمة نتيجة أضرار جسيمة".

وأضاف: "قيمة ترميم المدرستين تبلغ 137 ألف دولار، وسيتم تنفيذ المشروع بالشراكة بين خمسة من رجال الأعمال"، لافتًا إلى أن "الترميم سيكون ضمن حملة (لعيونك حلب) التي أطلقتها محافظة حلب". وأكد خانجي أن "المدارس الثلاث الأولى التي تم ترميمها سابقًا تقع في حي صلاح الدين وحي الميسر، وتم تمويلها بالكامل من السيد محمد كامل صباغ شرباتي، بكلفة إجمالية بلغت 72 ألف دولار، والآن سنباشر ترميم المدرسة الثالثة في مدينة حريتان".

قطاع التعليم السوري في أرقام: دمار واسع واحتياج ضخم

بحسب تقارير رسمية صادرة عن منظمة اليونسكو، فإن أكثر من 10,000 مدرسة في سوريا تعرضت للتدمير أو الضرر منذ عام 2011، فيما يوجد أكثر من 2.1 مليون طفل خارج مقاعد الدراسة، و1.3 مليون طفل آخرون معرضون لخطر التسرب المدرسي.

وتُقدر المنظمة أن تكلفة ترميم المدرسة الواحدة تصل إلى 68,000 – 72,000 دولار أمريكي، ما يعني أن الاحتياج الإجمالي يفوق مئات الملايين من الدولارات، في ظل تراجع كبير في التمويل الدولي المخصص للتعليم داخل سوريا.

مشاركة المقال: