الخميس, 8 مايو 2025 10:51 AM

حمص تتكاتف: حملة تبرع بالدم مشتركة لدعم مرضى التلاسيميا والقصور الكلوي

حمص تتكاتف: حملة تبرع بالدم مشتركة لدعم مرضى التلاسيميا والقصور الكلوي

بمشاركة فاعلة من مؤسسة “آفاق الخير” وبنك الدم التابع لمديرية صحة حمص وإدارة المشفى الجامعي، تم تنفيذ حملة تطوعية للتبرع بالدم في قسم الإسعاف بالمشفى الجامعي في مدينة حمص، وذلك بهدف دعم مرضى التلاسيميا ومن ثم مرضى القصور الكلوي الذين يحتاجون إلى نقل دم بشكل مستمر.

وشهدت الحملة التي تحمل عنوان “دعم مرضى التلاسيميا”، إقبالاً كبيرًا من موظفي المشفى الجامعي وطلاب الجامعة وزوار القسم، حيث تم توفير جميع المستلزمات الخاصة بعملية التبرع من قبل المؤسسة، بالإضافة إلى تقديم وجبة غذائية داعمة لكل متبرع بعد الانتهاء من العملية.

تعزيز فكرة التبرع الطوعي بالدم

وقالت الصيدلانية راميا الفرا، رئيسة مجلس أمناء مؤسسة آفاق الخير: “إن هذه الحملة هي الثالثة ضمن سلسلة من الحملات التطوعية التي تنظمها المؤسسة بالتعاون مع مديرية الصحة وبنك الدم”، مشيرة إلى أن الحملتين السابقتين أُقيمتا في مبنى مديرية صحة حمص، وحققتا نجاحًا في رفد بنك الدم بمجموعة من الزمر الدموية النادرة التي كانت مفقودة أو منخفضة لدى البنك.

وأضافت الفرا أن الهدف الأساسي من الحملة هو دعم القطاع الصحي الحكومي، خاصة في ظل النقص الكبير الذي يشهده بنك الدم في بعض الزمر الدموية، مضيفة أن المؤسسة كجهة غير حكومية تسهم في تعزيز فكرة التبرع الطوعي بالدم بين المواطنين السوريين، وتسعى لنشر ثقافة العطاء المجتمعي.

وأشارت إلى أن الحملات ستستمر خلال الفترة القادمة لتغطي مناطق حمص وريفها، وكذلك محافظة حماة وريفها، مبينة أن الحملة القادمة ستقام في مبنى شركة الكهرباء في الريف الشمالي والشرقي لحمص، كما تم التنسيق مسبقًا لإقامة حملة أخرى في بلدة تلبيسة.

المرضى يحتاجون إلى نقل دم منتظم

من جانبه، أكد الدكتور عامر يعقوب، مدير بنك الدم في حمص، على أن هذه الحملات تأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى المشتقات الدموية من مختلف الزمر، لافتًا إلى أن هذه الحملة تعتبر الخامسة تقريبًا منذ إعادة تأهيل البنك مؤخرًا، وكانت الحملات السابقة قد أُقيمت في عدد من المشافي مثل مشفى كرم اللوز، ومشفى الزهراء، بالإضافة إلى حملتين في مبنى مديرية الصحة، والآن في المشفى الجامعي.

وأفاد الدكتور يعقوب إن الحملات الحالية تلعب دورًا محوريًا في دعم مرضى التلاسيميا أولًا، ثم مرضى القصور الكلوي ثانيًا، موضحًا أن هؤلاء المرضى يحتاجون إلى نقل دم منتظم، وبالتالي فإن توفر الكميات المناسبة في بنك الدم أمرٌ بالغ الأهمية.

ولفت إلى أن الإقبال على التبرع كان جيدًا حتى الآن، لكن ما زال هناك حاجة لترسيخ ثقافة التبرع الطوعي في المجتمع، خاصةً وأنه لا توجد حاليا أي وثائق رسمية أو حوافز من الجهات الحكومية لتحفيز المواطنين على التبرع.

حاجة ماسة للدعم

وعن التحديات التي تواجه عمل البنك، أوضح الدكتور يعقوب أن الكادر الحالي جديد تمامًا، إذ كان البنك سابقًا يتبع لوزارة الدفاع، وانتقل مؤخرًا إلى وزارة الصحة، مما استدعى تشكيل كادر جديد يحتاج إلى تدريب وتأهيل مستمر.

كما أشار إلى وجود نقص في بعض المواد والأدوات اللازمة لعملية جمع وتحليل وتخزين الدم، مؤكدًا أن مديرية الصحة وإدارة البنوك لا تتوانى في دعم البنك، إلا أن الاحتياج لا يزال كبيرًا، ويحتاج إلى خطط تدريبية واستراتيجية تساهم في تحسين البنية التحتية للبنك ورفده بالكوادر المؤهلة والمعدات اللازمة.

نحو ثقافة عطاء مستدام

وتشكل هذه الحملة وغيرها من الحملات التي تنفذها مؤسسة آفاق الخير بالتعاون مع الجهات الصحية الحكومية خطوة مهمة في اتجاه بناء شراكة مجتمعية فاعلة، تهدف إلى تعزيز المنظومة الصحية ودعم الفئات الأكثر احتياجًا، عبر تشجيع المواطنين على المشاركة الفاعلة في العمل التطوعي، وخاصة فيما يتعلق بالتبرع بالدم، الذي يمثل عمودًا أساسيًا في إنقاذ حياة الكثيرين.

مشاركة المقال: