نفذت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) فجر يوم الاثنين حملة مداهمات واسعة النطاق في قرية "خربة عمو" الواقعة في ريف القامشلي الجنوبي. استخدمت قسد خلال العملية أكثر من أربعين عربة مصفحة، وفرضت إجراءات أمنية مشددة تضمنت إغلاق مداخل القرية ومنع الدخول والخروج منها بشكل كامل.
أفادت مصادر محلية أن الحملة أسفرت عن اعتقال ما يزيد عن خمسين شابًا من أبناء القرية، مما أثار حالة من الذعر والخوف بين الأهالي. وذكرت المصادر أن عناصر قسد قاموا بكسر الأبواب وتفتيش المنازل بالقوة، بالإضافة إلى مصادرة ممتلكات خاصة تضمنت مبالغ مالية ومصاغًا ذهبيًا.
كما أشارت المصادر إلى استخدام طائرات مسيّرة في العملية، إلى جانب مصادرة الأسلحة الفردية من بعض المنازل. وتأتي هذه المداهمة في سياق حملات أمنية متكررة تشنها قوات "قسد" في مناطق شمال شرقي سوريا، وذلك بزعم ملاحقة خلايا تنظيم "داعش" أو البحث عن مطلوبين للتجنيد الإجباري في صفوفها.
يذكر أن قرية خربة عمو قد شهدت في السنوات الماضية توترات متكررة بين الأهالي وقوات "قسد"، خاصة بعد حادثة الاشتباك التي وقعت عام 2020 بين سكان القرية ودورية أمريكية كانت ترافق عناصر من "قسد"، الأمر الذي جعل المنطقة حساسة من الناحية الأمنية والاجتماعية.
عبّر عدد من أهالي المنطقة عن استيائهم الشديد من الطريقة التي نُفذت بها المداهمة، معتبرين أنها تزيد من حدة التوتر وتؤدي إلى فقدان الثقة بين السكان المحليين والقوى المسيطرة على المنطقة. ولم تصدر "قسد" حتى الآن أي بيان رسمي يوضح أسباب الاعتقالات أو طبيعة العملية الأمنية.
فارس الرفاعي - زمان الوصل