الإثنين, 4 أغسطس 2025 02:05 PM

حملة تضليل بالذكاء الاصطناعي تستهدف شاباً سورياً أنقذ أرواحاً في محطة هامبورغ

حملة تضليل بالذكاء الاصطناعي تستهدف شاباً سورياً أنقذ أرواحاً في محطة هامبورغ

بعد أن خاطر بحياته لإنقاذ العشرات من هجوم بسكين في ألمانيا، يواجه الشاب السوري  محمد المحمد حملة تشويه عبر الإنترنت.

في تفاصيل الحادثة التي وقعت في محطة القطارات الرئيسية بمدينة هامبورغ مساء الجمعة، تمكن محمد المحمد (19 عامًا)، بمساعدة أحد المارة، من السيطرة على امرأة (39 عامًا) مسلحة بسكين، ومنع وقوع المزيد من الإصابات.

لكن منذ يوم أمس، انطلقت حملة تضليل تستهدف الشاب، خاصة على منصة “إكس” (تويتر سابقًا). تضمنت الحملة نشر صور مزيفة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، تظهر المحمد بجسد مفتول العضلات أمام لوحة مواعيد القطارات، وفي أماكن أخرى مثل شاطئ جزيرة “زيلت” السياحية. ورافقت هذه الصور تعليقات تزعم أن قصة البطولة مختلقة وأن الشاب غير موجود أصلاً.

الحقيقة، كما تؤكدها مجلة “دير شبيغل”، هي أن الصورة الأصلية لمحمد المحمد، والتي يظهر فيها أمام بوابة براندنبورغ في برلين، مأخوذة من أرشيفه الشخصي قبل وقوع الهجوم بفترة طويلة.

لا يزال مصدر الصور المزيفة مجهولاً، ولكن المؤكد أن وسائل الإعلام الموثوقة لم تنشرها. ومع ذلك، تقوم حسابات متطرفة يمينية بنشرها على نطاق واسع، مدعية أنها حقيقية، وتصل منشوراتها إلى مئات الآلاف من المستخدمين. يتم تداول هذه الصور المصطنعة بكثافة، مع محاولات لتحليل أدلة تشير إلى أنها صادرة عن ذكاء اصطناعي، خاصة مع وجود تشوه واضح في شعارات الملابس مثل “The North Face”، وهي من الأخطاء النمطية المعروفة في صور الذكاء الاصطناعي.

صحفي “بيلد” الرئيسي، ماركو زيتزو، التقى محمد المحمد في رصيف القطار رقم 13، حيث وقعت الحادثة، وأجرى معه مقابلة مصورة. يقول المحمد: “كنت أقف في منطقة التدخين عندما بدأ الناس بالصراخ فجأة”، مضيفاً أنه رأى امرأة تسحب قلنسوتها وتركض وسط الناس، وهي تطعن المارة بسكين طويل. بمساعدة رجل شيشاني، تمكن من اللحاق بها؛ حيث عرقلها الرجل فيما انقضّ محمد عليها، فسقط السكين في السكة. يقول: “لغتي الألمانية ليست ممتازة، لكنني قلت لها: إذا نهضتِ سأضربك. عندها استسلمت وقامت الشرطة باعتقالها”.

ويطالب المحمد اليوم من على رصيف المحطة: “يجب أن يُسمح للشرطة بعمليات تفتيش أشمل. ويجب أن تكون العقوبات على هجمات الطعن أشد قسوة”.

رغم ذلك، يواصل مروّجو نظريات المؤامرة نشر صور ملفقة وسخرية على الإنترنت، مرفقة بعبارات مثل: “من تحاولون خداعه؟”، وكأنهم يرفضون تصديق أن شابًا سوريًا أنقذ أرواحًا في محطة قطار ألمانية.

بطولة محمد المحمد حقيقية. أما الصور المتداولة فليست سوى نتاج ذكاء اصطناعي لا يمت للواقع بصلة.

مشاركة المقال: