السبت, 8 نوفمبر 2025 12:20 AM

خبراء يحذرون: هل يواجه سوق الأسهم الأمريكي انهيارًا وشيكًا بسبب فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

خبراء يحذرون: هل يواجه سوق الأسهم الأمريكي انهيارًا وشيكًا بسبب فقاعة الذكاء الاصطناعي؟

شبكة أخبار سوريا والعالم/ دمشق– عبد الحميد قتلان / محلل اقتصادي: يمر سوق الأسهم الأمريكي بمرحلة حرجة، حيث يحذر خبراء الاقتصاد من خطر انهيار وشيك قد يؤثر بشدة على الاقتصاد الأمريكي والعالمي.

أشار الكاتب الأمريكي المعروف أندرو روس سوركن في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” إلى أننا “مقبلون على انهيار لا مفر منه”.

هذا التحذير يستند إلى وصول السوق الأمريكي إلى مستويات قياسية مدفوعة بأسعار أسهم مبالغ فيها، تعتمد بشكل كبير على قطاع الذكاء الاصطناعي.

فقاعة الذكاء الاصطناعي.. "الذهب الجديد" الذي يهدد بالانفجار

منذ بداية عام 2025، تم ضخ مئات المليارات في أسهم شركات التكنولوجيا تحت مسمى “الذكاء الاصطناعي”، مما جعل هذه الكلمة بمثابة رمز يجذب المستثمرين دون تقييم دقيق.

أدى ذلك إلى تكوين فقاعة استثمارية ضخمة، مماثلة لفقاعة الإنترنت في عام 2000.

قصة ميرا مرّاتي، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة “OpenAI”، تجسد هذا الجنون، حيث أسست شركة جديدة باسم “مايندز لاب” وحصلت على تمويل بقيمة 2 مليار دولار وتقييم سوقي وصل إلى 12 مليار دولار دون منتج واضح.

هذا يعكس هوس المستثمرين بالذكاء الاصطناعي.

"العظماء السبعة" يقودون السوق نحو الهاوية

الارتفاعات في المؤشرات الأمريكية تعكس هيمنة سبع شركات فقط تُعرف باسم “العظماء السبعة” (The Magnificent Seven): آبل، مايكروسوفت، أمازون، ألفابت، إنفيديا، ميتا، وتسلا.

تمثل هذه الشركات نصف القيمة السوقية لسوق الأسهم الأمريكي، بينما تعاني آلاف الشركات الأخرى.

على سبيل المثال، قفزت قيمة “إنفيديا” إلى أكثر من 2 تريليون دولار بسبب الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي، وارتفع سهمها بأكثر من 180% منذ بداية العام، مما أدى إلى ارتفاع السوق بشكل ظاهري.

الاقتصاد الحقيقي ينهار بصمت

الاقتصاد الأمريكي الحقيقي يعاني من:

  • التضخم في أعلى مستوياته منذ عقود.
  • تراجع القوة الشرائية.
  • ارتفاع الديون الشخصية والحكومية.
  • تجاوز الدين العام 34 تريليون دولار، مع فوائد سنوية تتجاوز تريليون دولار.

يعيش المواطن الأمريكي على القروض، بينما تدفع الحكومة فوائد هائلة لتغطية ديونها.

حين ينفصل السوق عن الواقع

تستند الأسواق المالية إلى توقعات مستقبلية أكثر من الحقائق الاقتصادية، وهذا الانفصال هو مؤشر خطير يسبق الانهيارات المالية الكبيرة.

يتوقع الخبراء "تصحيحًا حادًا"، أي هبوط تدريجي بالأسعار بنسبة 10 – 15%، ثم موجة بيع واسعة وحالة ذعر بين المستثمرين.

النتيجة المتوقعة هي إفلاسات في الشركات المتوسطة والصغيرة، واهتزاز ثقة الأسواق، وانكماش اقتصادي شبيه بأزمة 2008.

ارتدادات عالمية… والعالم العربي ليس بمنأى عنها

سيؤثر انهيار السوق الأمريكي على الاقتصاد العالمي، حيث ستتراجع الأسواق الأوروبية، وتهبط أسعار النفط، وتفقد العملات الناشئة قيمتها، وستواجه الدول النامية تقلبات في أسعار الصرف وتراجعًا في الاستثمارات.

قد تتعافى أمريكا لاحقًا، لكن الخسائر ستكون قاسية على الاقتصادات المرتبطة بها.

في النهاية، العالم يعيش فقاعة اقتصادية جديدة عنوانها “الذكاء الاصطناعي”، وعندما تنفجر، ستصيب الجميع.

مشاركة المقال: