تستعد محافظة درعا لإطلاق حملة مجتمعية واسعة النطاق تحت اسم "أبشري حوران" يوم السبت المقبل. تهدف هذه المبادرة الأهلية إلى جمع التبرعات المالية لدعم القطاعات الحيوية، بما في ذلك الصحة والخدمات والتعليم. وفي حال تحقيق فائض من التبرعات، سيتم التوسع ليشمل مشاريع استثمارية كبرى.
أفاد مراسل سوريا 24 بأن اجتماعًا تحضيريًا قد عقد اليوم السبت في مدينة درعا، بحضور اللجنة التحضيرية ومحافظ درعا وممثلين عن فعاليات مدنية. وقد تم خلال الاجتماع توحيد الرؤى وتنظيم آلية انطلاق الحملة.
وفقًا للقائمين عليها، جاءت الحملة، التي استغرق التحضير لها أربعة أشهر، استجابةً للحاجة الماسة في المنطقة إلى تنظيم الجهود الأهلية وتوحيد الطاقات لخدمة المجتمع، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها حوران.
أهداف الحملة
أوضح المحامي أنور جهماني، أحد المساهمين في المبادرة، لمنصة سوريا 24 أن الهدف الرئيسي هو "إحداث نقلة نوعية في الخدمات الأساسية لأبناء المحافظة، من خلال مساهمات بسيطة متاحة للجميع، تبدأ من 50 ألف ليرة سورية للسهم الواحد، مع إمكانية استمرار الحملة لأكثر من ثلاثة أيام وفق تجاوب المجتمع المحلي".
من جانبه، أكد محافظ درعا أنور الزعبي في تصريح لسوريا 24 أن مدينة بصرى الشام ستكون المحطة المركزية لانطلاق الحملة، لما لها من مكانة تاريخية ورمزية، إضافة إلى صفتها الرسمية والدولية التي تجعلها الأنسب لاحتضان الفعالية الكبرى.
روح التكافل
شدد القائمون على الحملة على أن أبعادها المعنوية لا تقل أهمية عن أهدافها المادية، حيث تهدف المبادرة إلى إعادة إحياء روابط المحبة والألفة التي ميزت حوران في بدايات الثورة السورية عام 2011، عندما كان أبناء المحافظة يتكاتفون في السراء والضراء.
أوضح الدكتور محمد الزعبي، عضو لجنة العلاقات العامة في الحملة، أن هناك تنسيقًا مع الفعاليات الشعبية والمؤسسات المحلية لحشد الطاقات لدعم المشاريع الخدمية العاجلة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والطرقات وإنارة الشوارع.
رؤية أبعد من الخدمات
كشفت النقاشات الأخيرة مع المسؤولين عن توجه لتحويل الحملة إلى بوابة أوسع لطرح مشاريع استثمارية تسهم في إعادة الحيوية الاقتصادية للمحافظة. وأكد أحد المنظمين أنه "قبل عشرين يومًا تم عرض رؤية متكاملة على رئاسة الجمهورية لنقل حوران من حالة الجمود إلى فضاء الاستثمار، حيث جرى اعتماد خمسة مشاريع كبرى من أصل خمسين مقترحًا".
ويجمع المشاركون على أن "أبشري حوران" ليست مشروعًا لفئة أو جهة محددة، بل هي ملكية مشتركة لكل أبناء المحافظة. فمن لم يتمكن من المساهمة ماديًا، يمكنه أن يقدم فكرة أو يشجع غيره على المشاركة. بهذا المعنى، تتجاوز الحملة كونها مجرد مبادرة لجمع التبرعات، لتتحول إلى محاولة لإحياء روح التكافل الأهلي، وإعادة بناء جسور الثقة والتعاون بين أبناء حوران، بما يعيد للمحافظة مكانتها كأرض خير وعطاء.