السبت, 7 يونيو 2025 01:06 AM

دير الزور تستقبل عيد الأضحى بفرحة النصر وتحديات إعادة الإعمار

دير الزور تستقبل عيد الأضحى بفرحة النصر وتحديات إعادة الإعمار

تستقبل مدينة دير الزور عيد الأضحى المبارك بمزيج من الفرح والبهجة، رغم التحديات الاقتصادية والدمار الهائل الذي يطغى على أجزاء واسعة من شوارعها وأحيائها. ومع بساطة التجهيزات التي تفرضها الظروف الراهنة، يرى الأهالي في هذا العيد احتفالاً بالنصر والعودة إلى ديارهم، متجاوزين آثار سنوات التهجير والصراع.

في هذا السياق، عبّر محمد العبد، أحد أبناء دير الزور، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، عن تفاؤله، مشيراً إلى أن “فرحة النصر في هذا العيد قد غطت على الدمار الكبير في المدينة بعد أن تخلصنا من النظام البائد، وعادت الكرامة إلى أهلها”. وأضاف العبد: “نحمد الله على هذا النصر ونشكر الحكومة القائمة وجهودها في بسط الأمن والاستقرار في سوريا”، مؤكداً قدرة أبناء المدينة على إعادة إعمارها بسواعدهم، ومعلقاً آماله على “حكومتنا الجديدة بالنظر إلى المناطق الشرقية، وخاصة شرق الفرات”.

تحضيرات بسيطة وآمال معقودة

من جانبها، تُعزي ندى شويخ، وهي من أهالي المدينة، بساطة تحضيرات العيد إلى سوء الأحوال المادية، حيث لم تعد كما كانت في السابق. وتصف شويخ، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، حال أهل دير الزور بأنهم “شعب منكوب، محافظةً وشعباً”، حيث “الدمار منتشر في جميع أحيائها”. ومع ذلك، لا تخفي فرحتها بالعودة إلى ديارها بعد تهجيرها لسنوات، قائلة: “هذا أول عيد لي في مدينة دير الزور بعد أن كنت مهجّرة، وفرحتنا بالنصر والعودة إلى الديار كان لها أثر كبير في أن تغطي على الحزن على الدمار الحاصل في المدينة”، متمنية من “حكومتنا السورية الجديدة” النظر في “أمور الشعب السوري الخدمية”.

ألم الفقدان وأمل الإعمار الذاتي

ويُشاطر أمين العابد، أحد أبناء دير الزور، هذه المشاعر، معبّراً في حديث لمنصة سوريا ٢٤ عن “الغصة” في هذا العيد، والتي تتمثل في الدمار الهائل الذي طال منازل وعقارات الأهالي، والتي كانت “تعب عشرات السنين”. وعلّق العابد قائلاً: “ذهب هذا التعب فجأة في لحظات، هذه هي الغصة في هذا العيد، خاصة بعد عودة الكثير من الأهالي إلى المدينة بعد التهجير لسنوات، وكنت أتمنى لو أن بيتي لا يزال عامراً”. ورغم ألمه على فقدان منزله، يؤكد العابد أن “الفرحة بهذا العيد كبيرة بالنصر والتخلص من طاغية العصر (رأس النظام السابق بشار الأسد) ونظامه، والمدينة تنهض بسواعد أبنائها وأهلها وبجهودهم”.

بين فرحة النصر الكبيرة وألم الخسائر المادية والخدمية، يواصل أهالي دير الزور إظهار مرونتهم وقدرتهم على التكيف. ورغم محدودية الإمكانيات، تبقى إرادة الإعمار الذاتي والتطلع إلى مستقبل أفضل هي البوصلة التي توجههم، في عيد يمزج بين الذكرى المريرة والأمل الواعد.

مشاركة المقال: