الإثنين, 22 سبتمبر 2025 04:13 PM

دير الزور: حي الحويقة أول منطقة تعلن خالية من الركام بعد سنوات الحرب

دير الزور: حي الحويقة أول منطقة تعلن خالية من الركام بعد سنوات الحرب

أعلن مجلس مدينة دير الزور عن إنجاز أعمال إزالة الركام وفتح الطرق الرئيسية والفرعية في حي الحويقة، ليصبح بذلك أول حي يتم الإعلان عنه خاليًا من الأنقاض بعد سنوات طويلة من المعارك التي حولت معظم أحياء المدينة إلى خراب. وقد تم تنفيذ هذه الأعمال بجهود مشتركة بين مجلس المدينة ومديرية الخدمات والدفاع المدني، حيث استمر العمل لأسابيع بوتيرة متسارعة بهدف إعادة تأهيل الحي، وتسهيل حركة السكان، وتحسين الخدمات، وتشجيع الأهالي على العودة.

خلفية عن حي الحويقة

يُعتبر حي الحويقة من الأحياء الحيوية في دير الزور، وقد كان خط تماس رئيسيًا خلال سنوات الحرب بين أطراف النزاع. وأكد جاسم الكاظم، مسؤول الإعلام في بلدية دير الزور، في حديث لمنصة، أن معارك عنيفة شهدها الحي أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص، مما جعله من أكثر المناطق تضررًا. وعلى الرغم من حجم الدمار الهائل، فقد تقرر البدء بهذا الحي تحديدًا ضمن خطة شاملة لإعادة تأهيل المدينة، وذلك لأسباب عملية تتعلق بخلو الحي من مخلفات الحرب وفقًا لتقارير الهندسة العسكرية. وقد ساهم إعلان الحويقة خاليًا من الأنقاض في طمأنة السكان وتشجيعهم على العودة وإعادة بناء منازلهم، حسبما أفاد الكاظم.

دور المنظمات الدولية

لم يقتصر العمل على الجهود المحلية فقط، بل ساهمت منظمة الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) في عمليات إزالة الأنقاض من خلال مشاريع متعددة. فبعد إنجازها أعمالًا في أحياء الشيخ ياسين والحميدية والعمال والمطار القديم، قامت بإزالة حوالي 2250 طنًا من الركام. وتستعد المنظمة لتنفيذ مشروع أكبر يشمل إزالة ما يقارب 75 ألف طن من الأنقاض في بقية الأحياء، وفقًا لوعود تنتظر التنفيذ. وأكد الكاظم أيضًا على أنه لا توجد أولوية لحي على آخر، فجميع الأحياء بحاجة إلى نفس الجهود، ولكن الأولويات تحددها التقارير الفنية المتعلقة بالسلامة وخلو الأحياء من مخلفات الحرب.

صدمة الدمار وتكاليف الإعمار

من جانبه، أوضح مالك عبيد، أحد أبناء المدينة، في حديث لمنصة، أن دير الزور تضم 27 حيًا سكنيًا، تعرض 24 منها لدمار واسع النطاق، ولم يتبق سوى ثلاثة أحياء صالحة للسكن. وأضاف أن الأهالي الذين عادوا بعد التحرير وجدوا مدينتهم مدمرة بالكامل، وهو ما شكل صدمة كبيرة انعكست حتى على اللاجئين في الخارج الذين فضل الكثير منهم تأجيل عودتهم. وأشار عبيد إلى أن إزالة الركام تتطلب تكاليف باهظة تصل إلى حوالي 100 مليون دولار، مما يجعل إعادة الإعمار مسؤولية تتجاوز الجهود المحلية لتشمل دعمًا إقليميًا ودوليًا.

عودة تدريجية وبنية تحتية قيد الإصلاح

يؤكد مجلس المدينة أن المرحلة اللاحقة بعد إزالة الركام ستركز على إعادة مد شبكات المياه والصرف الصحي، وإصلاح شبكة الكهرباء، وإنارة الشوارع، وصيانة المرافق العامة. ويجري في الوقت نفسه تنظيم حملات دورية لإزالة الأنقاض من أمام المنازل التي بدأ الأهالي بترميمها. وتشير التقديرات الأولية إلى أن نسبة العائدين إلى حي الحويقة لا تزال محدودة مقارنة بعدد سكانه قبل الحرب، وذلك بسبب نسبة عالية من المنازل المدمرة أو المتضررة التي تتطلب ترميمًا أو إعادة بناء كاملة. ومع ذلك، فإن إعلان الحي خاليًا من الركام يُعد خطوة أساسية في طريق عودة الحياة إلى دير الزور.

أمل في انطلاقة جديدة

ويشدد سكان محليون على أن ما جرى في الحويقة قد يشكل نموذجًا يمكن تطبيقه في بقية أحياء المدينة، حيث يُتوقع أن يؤدي العمل المنظم بين السلطات المحلية والمنظمات الدولية إلى تسريع وتيرة إعادة الإعمار. وعلى الرغم من التحديات، فإن عودة العشرات من الأهالي وترميم منازلهم تعكس رغبة سكان دير الزور في استعادة مدينتهم المنكوبة والبدء بمرحلة جديدة من التعافي.

مشاركة المقال: