في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، دعا رئيس كولومبيا، غوستافو بيترو، إلى نقل مقر منظمة الأمم المتحدة من مدينة نيويورك إلى موقع آخر خارج الولايات المتحدة.
أطلق بيترو هذه الدعوة خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أثار تساؤلات حول مدى قدرة المنظمة الدولية على الحفاظ على حيادها في ظل ارتباطها الجغرافي والسياسي بدولة واحدة. وأشار إلى أن التعددية الحقيقية يجب أن "تبدأ من المكان، لا من الشعارات".
وأكد الرئيس الكولومبي: "إذا كانت الأمم المتحدة تمثل البشرية جمعاء، فلماذا يجب أن تظل محصورة في مدينة واحدة ونظام سياسي واحد؟ أعتقد أن الوقت قد حان للتفكير بجدية في نقل مقر المنظمة إلى مكان يعكس الحياد والتعددية بشكل أفضل".
تأتي هذه الدعوة في سياق تصاعد التوترات العالمية والانتقادات المتزايدة للهيمنة التي تمارسها القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على قرارات المنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن والجمعية العامة.
ويرى مراقبون أن تصريحات بيترو تعكس اتجاها متناميا في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا للمطالبة بإصلاحات حقيقية في هيكل النظام الدولي وتوزيع أكثر عدالة للسلطة داخل الأمم المتحدة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح فكرة نقل مقر الأمم المتحدة. فقد سبق لزعماء من دول الجنوب العالمي أن اقترحوا الفكرة نفسها، خاصة في أوقات الأزمات الكبرى، مثل الحرب على العراق أو الصراعات في الشرق الأوسط.
إلا أن هذه الدعوة تكتسب زخما سياسيا جديدا في ظل تزايد الشكوك حول قدرة المؤسسات الدولية على الحفاظ على السلام العالمي.