الأحد, 28 سبتمبر 2025 05:30 PM

روسيا تشن هجوماً مكثفاً على أوكرانيا بمئات المسيّرات والصواريخ

روسيا تشن هجوماً مكثفاً على أوكرانيا بمئات المسيّرات والصواريخ

أعلنت كييف أن روسيا شنت هجوماً واسع النطاق على أوكرانيا ليل السبت الأحد، مستخدمةً مئات المسيّرات والصواريخ. أسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة عشرة آخرين. في المقابل، أرسلت بولندا طائرات تابعة لسلاحها الجوي كإجراء احترازي.

يأتي هذا الهجوم بعد تحذيرات روسية لحلف شمال الأطلسي من اتخاذ إجراءات أكثر صرامة رداً على ما وصفته بـ "التوغلات المزعومة" في المجال الجوي الذي يغطيه التحالف. وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد كشف عن تلقي كييف نظام دفاع جوي من طراز باتريوت أميركي الصنع من إسرائيل لاستخدامه ضد الهجمات الروسية.

وكتب وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا على منصة إكس: "شنت روسيا هجوماً جوياً مكثفاً جديداً على المدن الأوكرانية بينما كان السكان نياماً. ومرة أخرى، دمّرت مئات المسيّرات والصواريخ مبانيَ سكنية وتسببت في سقوط ضحايا مدنيين". كما نشر صوراً تظهر نيراناً مندلعة من نوافذ مبنى سكني متعدد الطوابق، مشيراً إلى أن ذلك كان نتيجة للهجوم.

وأفاد رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو بأن العاصمة الأوكرانية تتعرض لهجوم "ضخم"، مطالباً السكان بالبقاء في الملاجئ. وأضاف أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا "نتيجة لهجوم العدو"، حيث نقل خمسة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما عولج آخر في الموقع. وأكد رئيس الإدارة العسكرية في العاصمة تيمور تكاتشنكو أن الغارات على المدينة أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ 12 عاماً.

من جهته، قال حاكم منطقة زابوريجيا في جنوب شرق البلاد إن ضربات روسية استهدفت المنطقة وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على الأقل. وأشار رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني أندري يرماك إلى أن الهجوم استهدف المباني السكنية والبنية التحتية، معتبراً ذلك "حرباً ضد المدنيين". وأضاف أن الرد سيكون حاضراً، لكنه طالب بضربات اقتصادية غربية أقوى على روسيا.

في سياق متصل، أعلنت القوات البولندية على منصة إكس أنها نشرت مقاتلات في مجالها الجوي ووضعت أنظمة الدفاع الجوي الأرضية في حالة تأهب قصوى رداً على الضربات الروسية في أوكرانيا. وأوضحت أن هذه التدابير احترازية وتهدف إلى تأمين المجال الجوي البولندي وحماية المواطنين، لا سيما في المناطق المجاورة لأوكرانيا.

وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت دول أوروبية عدة روسيا بانتهاك مجالها الجوي بمسيّرات وطائرات مقاتلة، في ما اعتبره حلف شمال الأطلسي اختبارا لعزيمته. ونفت روسيا مسؤوليتها عن هذه التوغلات أو أي مخطط لمهاجمة أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي. وحذر وزير الخارجية الروسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من "رد حاسم" على أي "اعتداء" تتعرض له بلاده، بعدما دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إسقاط الطائرات الروسية التي تنتهك أجواء حلف شمال الأطلسي. وأضاف: "لم تكن لدى روسيا أبدا وليس لديها نيات مماثلة. ولكن أي اعتداء على بلادي سيقابل برد حاسم".

وفي تصريحات للصحافيين، حذّر لافروف من أن أي دولة "ستندم كثيرا" في حال أسقطت أجساما وهي في أجواء روسيا. من جهته، أعلن زيلينسكي أن بلاده تلقت من إسرائيل منظومة للدفاع الجوي من طراز باتريوت، وهو سلاح أميركي باهظ الثمن وحيوي بالنسبة إلى كييف لصد الهجمات الصاروخية الروسية. وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي إن "منظومة (باتريوت) إسرائيلية دخلت الخدمة في أوكرانيا، لقد دخلت الخدمة قبل شهر"، من دون أن يوضح ما إذا كانت كييف ابتاعتها أو حصلت عليها مجانا.

وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/فبراير 2022، تبنت إسرائيل موقفاً محايداً ولم تبادر إلى فرض عقوبات على روسيا، بخلاف العديد من الدول الغربية. لكن العلاقات بين البلدين تدهورت بعدها إثر تعزيز التحالف بين موسكو وإيران واتهام الغرب لطهران بتزويد الكرملين مسيّرات هجومية. كذلك، تندد السلطات الروسية بالحرب التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة.

مشاركة المقال: