السبت, 18 أكتوبر 2025 11:58 PM

زيارة الشرع إلى موسكو: تحولات في العلاقات وتأثيرها على مستقبل سوريا

زيارة الشرع إلى موسكو: تحولات في العلاقات وتأثيرها على مستقبل سوريا

شبكة أخبار سوريا والعالم/ حسم الرئيس السوري أحمد الشرع قراره بزيارة موسكو، في خطوة تعكس تحولاً في المشهد السياسي. هذه الزيارة تأتي في ظل سردية جديدة ترى في روسيا بوابة لتثبيت الحكم، بعد أن بنى الشرع زعامته كمعارض على أساس الصدام معها.

الواقعية السياسية كانت حاضرة بقوة في هذه الزيارة، حيث برزت أهمية روسيا كطرف لا غنى عنه لاستقرار حكم الشرع ودولته. وقد سارع الشرع إلى تأكيد التزام بلاده بجميع الاتفاقيات الموقعة مع روسيا منذ الحقبة السوفيتية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد أن علاقة بلاده مع سوريا هي علاقة مع الدولة أولاً، وأن للشعبين روابط قوية ترسخت على مدى عقود. وقد ساهم ذلك في تسريع آلية بحث القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، والعقود العسكرية، ونهوض الجيش السوري بدعم روسي، بالإضافة إلى ملف إعادة الإعمار الذي سيكون لروسيا دور بارز فيه.

تذليل للعقبات

يرى المحلل السياسي فهد العمري أن توجه الرئيس أحمد الشرع نحو روسيا خطوة شجاعة تكشف عن حكمة وتعقل، وتقديم مصلحة الوطن. وأشار في حديثه لـ RT إلى أن الرئيس الشرع درس الخطوة جيداً، وتبين له أن بناء العلاقات الثنائية على أسس عاطفية لا يخدم الدول. وأكد أن الحضور الروسي في سوريا تاريخي ويتصل بكل القطاعات، وأن استعداء روسيا ضرب من الجنون، وموقفها في مجلس الأمن سلاح تحتاجه سوريا.

وشدد العمري على أن تجديد اتفاق القاعدتين العسكريتين في حميميم وطرطوس قابله توقيع عقود لتسليح الجيش السوري، خاصة في مجال الدفاع الجوي. وأضاف أن روسيا قادرة على دعم الحكومة السورية في بسط سيطرتها على كامل البلاد، وأن الرئيس الشرع يترقب موقفاً قوياً من روسيا في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن بلاده.

من جانبه، يرى المحلل السياسي فراس خليل أن جوهر زيارة الشرع لموسكو هو رغبة دمشق في إعادة تعريف العلاقات بين البلدين على أساس احترام السيادة ووحدة الأراضي. وأشار إلى أن الرئيس بوتين أشاد بإعادة إطلاق اللجنة الحكومية المشتركة بين البلدين.

وفي حديثه لموقعنا، أشار خليل إلى أن الجيوش لا تغير الجهة التي تسلحها بين يوم وليلة، وأن روسيا تاريخياً ربطتها علاقات وطيدة مع مؤسسات عسكرية عربية، منها الجيش السوري. وأضاف أن سوريا تحتاج إلى أكثر من السلاح الروسي، ولعلها تحتاج إلى تواجد عسكري روسي في الجنوب. وأشار إلى أن الرئيس الشرع تمنى على الرئيس بوتين إعادة نشر الشرطة العسكرية الروسية في الجنوب السوري.

وفي مسألة إعادة الإعمار، لفت خليل إلى أن الشركات الروسية ليست منغمسة في العقوبات المفروضة على سوريا، وتمتلك القدرات التي تسمح لها بالمساهمة في إعادة الإعمار.

وختم خليل حديثه بالتأكيد على أن زيارة الشرع إلى موسكو أثبتت أن القرار السياسي السوري مستقل، وأن السياسة السورية قادرة على خلق توازن في العلاقات مع الدول.

خطوة في الاتجاه الصحيح

الصحفي إياد شربجي كتب على صفحته الشخصية بأن على معارضي الشرع أن يدركوا أن فتح الطريق مع روسيا ليس شيئاً يعيبون السلطة عليه، فهذه هي السياسة في النهاية، وتحكمها المصالح والحسابات، وروسيا دولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن ولا يمكن ولا يجب معاداتها،

وأضاف “بل انني أرى البراغماتية التي تتمتع بها السلطة في التعامل مع هذه المسألة أمراً حسنا”.

رجل الأعمال فراس طلاس وابن وزير الدفاع السوري الأسبق مصطفى طلاس كتب على صفحته الشخصية حول زيارة الرئيس الشرع إلى روسيا أنه من الناحية السياسية والعسكرية والاقتصادية هي ضرورة للقيادة السورية الجديدة، ومن الممكن الحصول من الروس على غاز ونفط بحسومات كبيرة، وطبعا أميركا لن تسلح سوريا لذلك روسيا جاهزة للتسليح وبناء جيش جديد صغير ومتطور تحتاجه سوريا ، خاصة مع الرفض الاسرائيلي لأي سلام مع سوريا.

وأبدى طلاس بعض التحفظ على ما جرى في موسكو مطالباً الشرع بأن يكون أكثر شفافية “لكن وهنا لكن كبيرة ؛ ورد على لسان الرئيس الشرع أن سوريا ملتزمة بالاتفاقيات مع روسيا ، هنا يجب التوضيح بمنتهى الشفافية لملايين السوريين ، ماهي هذه الاتفاقيات بالتفصيل ، وأيها سيبقى ( وضروري بقاءه ) وأيها سيلغى وضروري إلغاءه”.

من جانبها الكاتبة لما الأتاسي دونت على صفحتها الشخصية:

” كنا في حرب و انتصرنا و بعد النصر المنتصر يأخذ ممن انتصر عليه كل شيء حتى حلفائه.. و سوريا انتصرت.. فيما يخص زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لروسيا لا بد أن نكرر أنه لا مكان للعاطفية عندما يتعلق الأمر بالمصلحة العليا للدولة السورية. لا توجد علاقات عاطفية بين الدول، الحديث اليوم عن دولة و ليس عن موظف إئتلاف او رئيس مجلس وطني يعمل بالخفاء مع الدول .. المستوى تغير كثيرا و لا بد للشعب أن يتعامل مع الموضوع بطريقة أخرى.. اصبحنا نتحدث عن الدولة السورية و عن موقعها بين الدول ..

بالتالي لا يمكن الغاء دور دولة بأهمية روسيا في مستقبل سوريا لا داخليا ولا خارجياً.. معاداة روسيا يعني دعم التقسيم و ترك الحبل لكل من يطمح بانقلاب و تقسيم لسوريا.. لم تعد السياسية في سوريا كما كانت في عهد الثورة او في عهد الأسد.. أصبحت مسألة مصلحة وطنية و مسؤلية”.

ألغام العلاقة مع الغرب

من جانبه يرى المحلل السياسي السوري ابراهيم العلي أن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع لم يجد ضالته في الغرب الذي يريد كل شيء ولا يهب شيئاً وهذا الأمر جعله يخفف من اندفاعته تجاهه ويختار طرق أبواب روسيا التي يبدو أنه كان قد فتح معها قتوات تواصل منذ مدة ليست بالقصيرة ..

وفي حديثه لـ RT أشار العلي إلى أن المشكلة بالنسبة للشرع تكمن في صعوبة قيامه بإبرام علاقة جيدة مع روسيا في ظل الحرب التي تخوضها مع غرب يفرض على الدول تموضعاتها السياسية ويتوعدها إذا فكرت في التغريد خارج سربه

وشدد العلي على أن رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع يعي جيدا هذا الأمر لكنه يمارس نوعاً من البراغماتية السياسية قد يجنبه العثرة خصوصاً إذا ما أحسن رسم خطوط مسار حكمه بين ألغام الدول المتصارعة.

وختم المحلل السياسي حديثه لموقعنا بالاشارة إلى أن تسليم الشرع ببقاء القاعدتين العسكريتين الروسيتين في سوريا ومعهما مطار القامشلي لا يعكس ضعفه بمقدار ما يعكس رغبته في الإفادة من الوجود الأمني والعسكري الروسي في سوريا وفق القوانين الدولية الناظمة للعلاقة بين الدول المستضيفة لهذه القواعد وأصحاب هذه القواعد بحيث يمكنها العمل على مكافحة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية على النحو الذي تفعله روسيا في إفريقيا.

المصدر: RT

مشاركة المقال: