الإثنين, 24 نوفمبر 2025 04:25 PM

زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى عُمان: تعزيز العلاقات وفتح آفاق التعاون

زيارة تاريخية لوزير الخارجية السوري إلى عُمان: تعزيز العلاقات وفتح آفاق التعاون

شهدت مسقط، العاصمة العُمانية، زيارة رسمية تعتبر الأولى من نوعها لوزير الخارجية والمغتربين السوري، أسعد الشيباني، في خطوة تهدف إلى توطيد التعاون الثنائي واستكشاف فرص جديدة للشراكة بين البلدين.

خلال الزيارة، أجرى الوزير الشيباني سلسلة لقاءات مثمرة مع كبار المسؤولين العُمانيين، حيث اجتمع مع سعيد بن محمد الصقري، وزير الاقتصاد، وقيس اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار. ووفقًا للبيانات الرسمية، تركزت المباحثات على مجموعة من الملفات المشتركة، وعلى رأسها تعزيز التعاون الاقتصادي، خاصة في قطاعات الطاقة والتجارة والصناعة والإنتاج، بما يخدم المصالح المشتركة، وإعادة إعمار سوريا من خلال بحث سبل تعزيز التبادل التجاري ودور القطاع الخاص العُماني في هذه العملية، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية.

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي السوري، حسام نجار، على أهمية هذه الزيارة، واصفًا إياها بأنها "جاءت في وقتها المناسب". وأضاف في تصريح خاص لقناة "": "وزارة الخارجية السورية تعمل حاليًا على تأسيس قواعد علاقات دبلوماسية صحيحة، تعتمد على نهج تعاوني ندّي مع الدول العربية".

أهمية الموقع الجيوسياسي

أشار نجار إلى أن عُمان، بموقعها الدبلوماسي المتميز كـ "عراب إيران في المنطقة"، تمثل شريكًا حيويًا لدمج سوريا في محيطها الإقليمي، مؤكدًا أن الزيارة تهدف إلى "ملء الفراغ" وبناء علاقات جديدة على أسس متينة، تختلف عن النهج السابق الذي كان يركز على المصالح الضيقة. وأضاف أن وزارة الخارجية السورية تعتبر الأكثر نشاطًا وحيوية، وتسعى لتنمية علاقاتها الأفقية في مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى الزيارات المتعددة التي يقوم بها الوزير أسعد الشيباني إلى دول مختلفة، كان آخرها زيارته إلى عُمان.

وأضاف أن سلطنة عُمان "تعتبر عراب إيران في مجلس التعاون الخليجي، لذلك يبحث الرئيس أحمد الشرع ومعاونة أسعد الشيباني أن تكون علاقتهم مع كل الدول العربية أفقية ندية تعاونية بشكل أساسي لعدة اعتبارات، منها أنه لا يوجد خلافات ما بيننا وبين عمان أو غيرها من الدول، وأن تلك الدول رغم أنها في مرحلة ما كانت تقف مع الأسد لكن الماضي قد ولى، لذلك تعتمد وزارة الخارجية السورية الآن على تقوية العلاقات مع هذه الدول وإنشاء علاقات جديدة تجارية اقتصادية سياسية لملء الفراغ الذي تركه نظام الأسد والذي كان يعتمد على المصالح فقط ولا يعتمد على الندية في العلاقات".

بناء شراكة استراتيجية شاملة

أعرب الوزير الشيباني عن امتنانه لنظيره العُماني، بدر بن حمد البوسعيدي، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وقال عبر حسابه على "إكس": "نأمل أن تسهم نتائج هذا اللقاء في بناء علاقة استراتيجية راسخة بين الجمهورية العربية السورية وسلطنة عمان في مختلف المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية".

تُعد زيارة وزير الخارجية السوري إلى مسقط علامة فارقة في جهود دمشق لتعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي وإعادة بناء تحالفاتها الإقليمية، حيث تعتبر عُمان بوابة مهمة للحوار مع دول مجلس التعاون الخليجي والقوى الإقليمية الفاعلة، في خطوة من المتوقع أن تتبعها مباحثات ومشاريع مشتركة تعزز التعافي الاقتصادي لكلا البلدين.

ويرى نجار أن هذه الزيارة "تعتبر جيدة وفي وقتها فرغم أنها جاءت متأخرة قليلا عن الزيارات التي تمت إلى بقية الدول الخليجية لكن لا مانع من ذلك، فمن الواجب القيام بها والبدء بعلاقات اقتصادية وسياسية وثقافية مع دولة عمان وبالتالي نأمل أن تزداد تلك العلاقات لتمتد إلى مناطق المغرب العربي بشكل كامل".

يذكر أن الشيباني قد زار الصين وبريطانيا قبل التوجه إلى مسقط، في جولة عالمية بدأها رفقة الشرع من واشنطن.

مشاركة المقال: