حقق منتخب سوريا للجودو إنجازًا مميزًا بفوزه بالميدالية الذهبية في بطولة الكاتا ضمن منافسات الفئة العمرية تحت 21 عامًا. وقد تألق الثنائي رائد الرهوان وساندرا عبيد في صنف "الناغي نو كاتا" ليحصدوا هذا اللقب.
جاء هذا الفوز بعد وصول البعثة السورية إلى مدينة أربيل العراقية في 17 تشرين الأول، وذلك للمشاركة في البطولة العربية للجودو. وتألفت البعثة من 13 لاعبًا ولاعبة، من بينهم زوج واحد شارك في منافسات الكاتا. يشرف على تدريب المنتخب نخبة من المدربين بقيادة المدير الفني محمد علي صالح. ومن المقرر أن يشارك المنتخب في الدورة الآسيوية في البحرين، بالإضافة إلى دورة التضامن الإسلامي في السعودية.
ما هي بطولة الكاتا؟
الكاتا هي إحدى المسابقات الفنية في رياضة الجودو، وتختلف عن الجودو القتالي. تركز الكاتا على استعراض المهارات والتقنيات الأساسية للإسقاط بطريقة دقيقة ومنسقة. تهدف الكاتا إلى إظهار الفهم العميق لفن الجودو من خلال إتقان أساسيات الرمي والالتزام بالدقة والتوقيت. "ناغي نو كاتا" تعني نماذج الرمي في الجودو.
التحضيرات والأهداف
أوضح رئيس اتحاد الجودو، خالد جدوع، في حديث لـ عنب بلدي، أن التحضيرات بدأت بمعسكر داخلي مكثف في دمشق، وتضمن برنامجًا بدنيًا وفنيًا بإشراف الكادر الفني للمنتخب الوطني. وأضاف أنه لم يتمكن الاتحاد من إقامة معسكر خارجي بسبب الظروف المالية والإدارية، إلا أن التحضيرات المحلية كانت جيدة ومثمرة ضمن حدود الإمكانيات المتاحة.
وتحدث جدوع عن أبرز الصعوبات التي واجهت المنتخب، والتي تمثلت في قلة التجهيزات والمعدات الحديثة، وصعوبات التنقل وتأمين التأشيرات للاعبين. وأضاف أن الهدف الأساسي من المشاركة يتمثل في اكتساب الخبرة والاحتكاك الفني عبر مواجهة منتخبات عربية قوية، استعدادًا للاستحقاقات المقبلة. وأكد أن تحقيق نتائج جيدة في البطولة سيسهم في رفع تصنيف الجودو السوري على المستويين العربي والدولي، مشيرًا إلى أن أهمية المشاركة تكمن في تطوير أداء اللاعبين الشباب.
وأشار جدوع إلى وجود نادي قاسيون السوري في البطولة العربية لأندية الجودو، التي تقام في مدينة أربيل بالتاريخ نفسه، موضحًا أن النادي سيتحمل تكاليف مشاركته بشكل كامل وعلى نفقته الخاصة.
دور الوزارة واللجنة الأولمبية
أكد رئيس اتحاد الجودو، خالد جدوع، لعنب بلدي، أن وزارة الرياضة والشباب قدمت الدعم الممكن وفق حدود الإمكانيات المتاحة، وغطت تكاليف السفر والمشاركة الرسمية وتسهيل الإجراءات الإدارية للمنتخب. وأشار إلى أن طموح اتحاد اللعبة "أكبر" من خلال زيادة الدعم المالي والفني لضمان استعداد أمثل في المشاركات المقبلة. وأضاف أن اللجنة الأولمبية قدمت الدعم اللوجستي والإداري لتسهيل أمور البعثة، وتابعت جميع التفاصيل بالتنسيق مع اتحاد الجودو، وتأمين الاعتماد الرسمي للاعبين والكادر الفني.
خطة استراتيجية متكاملة
ذكر رئيس اتحاد "الجودو" خالد جدوع، في وقت سابق لعنب بلدي، أنه في إطار سعي الاتحاد لتطوير رياضة "الجودو" في سوريا وإعادة تفعيل حضورها محليًا ودوليًا، تم إعداد خطة استراتيجية متكاملة تشمل عدة محاور رئيسة هي:
- إعادة تفعيل النشاط الرياضي: من خلال إقامة بطولات محلية على مستوى المحافظات، تتوج ببطولة الجمهورية لجميع الفئات، إضافة إلى تنظيم بطولات منتظمة لفئة الأشبال والناشئين لإعداد جيل قوي.
- تأهيل الكوادر الفنية والإدارية: عبر تنفيذ دورات تدريب وتحكيم بمستويات مختلفة بالتعاون مع خبرات وطنية ودولية، إضافة إلى بناء قاعدة بيانات للكوادر لتسهيل توزيع المهام وإشراك الكفاءات.
- التعاون الدولي وتفعيل العلاقات الخارجية: بالتواصل مع الاتحاد الدولي للجودو (IJF) من أجل الحصول على دعم فني وبدلات وتجهيزات، ودعوات مجانية للمشاركة في البطولات، والمشاركة في المؤتمرات والاجتماعات الدولية لتمثيل سوريا وإعادة الاعتراف الرسمي.
- دعم اللاعبين والمواهب: عبر اكتشاف المواهب في المدارس والأندية من خلال زيارات ميدانية وبرامج كشفية، وتأمين الدعم للاعبين المتميزين عبر رعايات أو منح من جهات داعمة.
- الهيكل التنظيمي والشفافية: بوضع آلية تنظيمية واضحة داخل الاتحاد تتضمن مهام كل عضو، واعتماد آلية محاسبة ورفع تقارير دورية لضمان الشفافية والمتابعة.
من هو رئيس اتحاد "الجودو" السوري؟
فاز خالد جدوع برئاسة اتحاد لعبة "الجودو" بالتزكية، خلال الانتخابات التي جرت في 17 من تموز الماضي، باجتماع الجمعية العمومية، بحضور رئيس اللجنة العليا للانتخابات في اللجنة الأولمبية السورية، إسماعيل المصطفى، ومندوب الاتحاد الدولي للعبة، خالد بركات، وممثل الاتحاد الآسيوي، فرنسوا سعادة، كمندوبين مراقبين لسير العملية الانتخابية. وعقب انتخابه رئيسًا للاتحاد، قال جدوع إن المرحلة الجديدة ستحمل شعار "من أجل جودو وطني يليق بأبطاله".
"الجودو السوري" يبدأ مرحلة جديدة بخطة تطوير شاملة