الثلاثاء, 5 أغسطس 2025 07:16 PM

سوريا تشدد الرقابة على المنافذ: إجراءات جديدة لمكافحة تهريب المخدرات

سوريا تشدد الرقابة على المنافذ: إجراءات جديدة لمكافحة تهريب المخدرات

تعلن الحكومة السورية باستمرار عن عمليات ضبط لكميات من "المخدرات" أو "الحشيش". وكان آخر هذه الإعلانات من الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية، حيث تم إحباط محاولة تهريب كمية من مادة "الحشيش" المخدر عبر معبر "الراعي" الحدودي في 1 آب.

أفادت الهيئة بأن كوادر قسم الأمن والسلامة في معبر "الراعي" تمكنت من إحباط محاولة تهريب "الحشيش" كانت مخبأة داخل شاحنة تجارية يقودها أحد المهربين.

صرح مازن علوش، مدير العلاقات العامة في هيئة المنافذ البرية والبحرية، لعنب بلدي، بأن عناصر قسم الأمن والسلامة وإدارة الجمارك ضبطوا حوالي ثلاثة كيلوغرامات من "الحشيش" بحوزة سائق تركي عائد إلى تركيا بعد تفريغ حمولته في سوريا.

منظومة رقابية متكاملة

أوضح علوش أن الهيئة تعمل عبر منظومة رقابية متكاملة لمكافحة تهريب المخدرات، تشمل التعاون بين كوادر أمانة الجمارك، وأقسام الأمن والسلامة، ووحدات الكلاب البوليسية (K9). كما تستخدم الأجهزة الكاشفة المتطورة والماسحات الضوئية.

تعتمد الهيئة خطة عمل منهجية تتضمن تدريب الكوادر بشكل دوري، وتحديث بروتوكولات التفتيش، وتفعيل نقاط التفتيش المتقدمة، وإنشاء قاعدة بيانات مركزية لتحليل أنماط التهريب وتحديد المسارات المشبوهة، بالإضافة إلى تعزيز التنسيق مع الجهات الأمنية والجمركية ذات الصلة، وفقًا لما ذكره علوش.

تمكنت فرق العمل في هيئة المنافذ من ضبط عدة شحنات من المواد المخدرة، مثل "الحشيش" و"الكبتاجون"، في معابر مختلفة مثل معبر نصيب، ومعبر الراعي، ومعبر جرابلس، بحسب علوش.

وأضاف أنه تتم إحالة جميع القضايا المكتشفة إلى الجهات المختصة، مع الاستمرار في تطوير الإمكانات التقنية والبشرية لتعزيز أمن الحدود وحماية المجتمع.

ملف “الكبتاجون”

لعب ملف "الكبتاجون" دورًا في توتر العلاقات السياسية بين سوريا والدول العربية، خاصة دول الخليج العربي، خلال عهد نظام الأسد السابق، حيث كانت سوريا من أوائل الدول المصدرة لـ"الكبتاجون" إلى تلك الدول عبر دول الجوار كالأردن والعراق.

ذكر محمود علوش، الباحث في العلاقات الدولية، لعنب بلدي في وقت سابق، أن ملف "الكبتاجون" السوري كان له تأثير سياسي بالغ على دول الخليج العربي خلال فترة النظام السابق. وأضاف أن دول الخليج تولي اليوم أهمية كبيرة لاستقرار الحكم الجديد في سوريا من أجل التعامل مع ملف تهريب المخدرات من سوريا.

يعتقد الباحث أن الحكم الجديد في سوريا يبدي اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف ويتعامل معه بحزم، لما يشكله من ضغط على دول الخليج العربي والأردن على وجه الخصوص. ومع ذلك، هناك إدراك متزايد لدى دول الخليج بأهمية استقرار السلطة الجديدة في سوريا وتوفير ظروف الاستقرار التي تدفع دمشق لوقف هذه التجارة التي أضرت بدول المنطقة العربية.

تحديات “هائلة”

يراقب المجتمع الدولي عمل الإدارة الجديدة في سوريا في محاربة هذه الصناعة والتجارة والقضاء عليها بشكل فعلي وجدي.

اعتبر الدكتور ياسر تبارة، الحقوقي وعضو مجلس الإدارة المؤسس لـ"المنتدى السوري"، في حديث سابق مع عنب بلدي، أن التحديات أمام الإدارة الجديدة هائلة جدًا، سواء على مستوى الصحة العامة، أو على مستوى المحاسبة الجنائية، أو على مستوى ضبط الحدود، وملاحقة الشبكات والاقتصادات المحلية القائمة على هذه التجارة والصناعة.

أضاف الدكتور تبارة أن هذا النوع من الشبكات مرتبط بشبكات عابرة للحدود، وله علاقة بالإرهاب الدولي، ويرتبط بتبييض الأموال وتهريب السلاح. وبالتالي، ستركز الحكومة على الأمور الأمنية والتعامل مع هذه التحديات بوجهة نظر أمنية وعسكرية، لأنها الأدوات الأساسية المتاحة.

منذ سقوط الأسد، يستمر الكشف عن معامل صناعة "الكبتاجون". وتعمل وزارة الداخلية السورية على ضبط وملاحقة المهربين والمنتجين، ومصادرة وإتلاف كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، وإلقاء القبض على المروجين والمهربين.

دمشق تسجل نقاطًا في رهان ملف “الكبتاجون”
مشاركة المقال: