الإثنين, 17 نوفمبر 2025 11:12 AM

سوريا تطلق "واكِب": منصة رقمية جديدة لتحديث العمل المؤسسي

سوريا تطلق "واكِب": منصة رقمية جديدة لتحديث العمل المؤسسي

عنب بلدي – شعبان شاميه - في خطوة هي الأولى من نوعها، أعلنت وزارة التنمية الإدارية السورية عن إطلاق منصة "واكِب" (WACP)، لتكون أول منصة حكومية متخصصة في تنظيم العمل والتواصل المؤسسي رقميًا بشكل متكامل.

جرى الإطلاق خلال ورشة عمل في دمشق، تحت عنوان "استراتيجيات التغيير وأولويات التنفيذ في ضوء التحول المؤسسي الشامل"، وذلك في محاولة جادة لإرساء معالم مرحلة جديدة من العمل الحكومي، والانتقال من الثقافة الورقية التقليدية إلى الرقمنة.

يثير هذا المشروع تساؤلات حول إمكانية نجاحه في ظل التحديات التي تواجهها سوريا، وحول الدور الذي يمكن أن تلعبه التكنولوجيا في إعادة هيكلة مؤسسات الدولة، خاصة بعد 14 عامًا من الحرب التي أعاقت التحول الرقمي.

الوزارة: خطوة استراتيجية نحو الإدارة الذكية

أوضح ضياء الدين الهندي، مدير مديرية التحول الرقمي وتقانة المعلومات في وزارة التنمية الإدارية، أن "واكِب" هي منصة رقمية موحدة طورتها المديرية كجزء من التحول الرقمي الحكومي، بهدف إنشاء بيئة عمل مؤسسية آمنة ومنظمة للإدارات والمديريات التابعة للوزارة، وتعزيز التواصل الداخلي.

وأضاف أن إطلاق المنصة يمثل خطوة استراتيجية نحو الإدارة الذكية، ويعكس التزام الوزارة بتوظيف التكنولوجيا لرفع الكفاءة وتعزيز الشفافية.

رؤية مستقبلية

تهدف "واكِب" إلى دمج الأدوات الرقمية في منصة واحدة لإدارة الملفات والمراسلات والمشاريع، مما يزيد من كفاءة التنسيق ويسرع اتخاذ القرارات داخل الإدارات والمديريات. وعلى المدى الطويل، ستكون المنصة نواة لمنظومة رقمية مترابطة تهدف إلى ربط الإدارات والمديريات في بيئة تفاعلية تعتمد الإدارة الذكية والتواصل الفوري، حسبما ذكر الهندي.

تحديات وحلول.. "ممانعة التغيير"

أشار مدير التحول الرقمي إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في الانتقال من نمط العمل التقليدي إلى النموذج الرقمي، وضمان استعداد المستخدمين للتكيف التقني. وسيتم التعامل مع هذه التحديات من خلال برامج تدريب مستمرة، ودعم فني مباشر، وتطوير المنصة بناءً على ملاحظات المستخدمين لضمان تجربة فعالة ومستدامة، وفقًا للهندي.

صرح وزير التنمية الإدارية، محمد حسان السكاف، خلال افتتاح الورشة، بأن "الرهان الحقيقي في هذه المرحلة هو على الإنسان، وعلى مديري التنمية الإدارية الذين يمثلون قلب التطوير المؤسسي النابض في الميدان، وليس على النصوص أو الهياكل".

يؤكد تصريح الوزير السكاف أن التحدي الحقيقي في أي عملية تحول رقمي، خاصة في القطاعات الحكومية التقليدية، يتمثل في التقبل الثقافي والمقاومة الداخلية للتغيير، والتي غالبًا ما تكون أكبر من التحديات التقنية أو المالية.

رأي أهل الاختصاص

الخبير التقني خالد الخليل، في تعليق لـ"البوابة التقنية"، اعتبر أن نجاح منصة "واكِب" لا يعتمد فقط على جودة الكود البرمجي أو واجهة المستخدم، بل على قدرتها على تجاوز عدة مشكلات، منها:

  • البنية التحتية الرقمية: هل تمتلك سوريا بنية تحتية رقمية قوية ومستقرة وكافية لضمان عمل المنصة على نطاق شامل دون انقطاعات؟
  • الأمن السيبراني: الحكومة الإلكترونية هدف للهجمات الإلكترونية. فما هي الاستراتيجية المتكاملة لحماية البيانات الحكومية الحساسة وبيانات الموظفين من الاختراقات؟
  • التدريب والتمكين: هل هناك برنامج تدريبي مكثف ومستمر لتحويل جميع المستخدمين، خاصة كبار السن والإداريين، من الثقافة الورقية إلى الرقمية؟
  • الاستدامة والتطوير: يجب أن تكون هناك خطط واضحة لتطوير المنصة باستمرار، ودمج خدمات جديدة، والاستماع إلى ملاحظات المستخدمين.

في 10 تشرين الثاني الحالي، أصدرت الهيئة الوطنية لخدمات تقانة المعلومات في سوريا، ممثلة بمركز أمن المعلومات، تحذيرًا أمنيًا لمستخدمي منتجات شركة "VMware"، التي تسمح للشركات بربط الشبكات المحلية بأمان مع الوصول إلى السحابة العامة.

سُجلت الثغرة الأمنية الجديدة تحت الرمز "CVE-2025-41244"، وهي من نوع تصعيد الصلاحيات المحلية (Local Privilege Escalation)، ما يعني أن المهاجم الذي يمتلك وصولًا محدودًا إلى النظام يمكنه استغلال الثغرة للحصول على صلاحيات "Root".

وفقًا لمقياس "CVSS" العالمي لتصنيف الثغرات، تبلغ درجة خطورة هذه الثغرة 7.8 من 10، مما يضعها في فئة "التهديدات العالية" التي تتطلب تدخلًا عاجلًا.

مشاركة المقال: