الأحد, 19 أكتوبر 2025 01:32 AM

سوريا تعود إلى محيطها العربي والإسلامي بمشاركتها في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل

سوريا تعود إلى محيطها العربي والإسلامي بمشاركتها في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل

الدوحة-سانا: أكدت هند قبوات أن مشاركة سوريا، وللمرة الأولى، في المؤتمر الإسلامي لوزراء العمل، تحمل "دلالات رمزية وسياسية عميقة، وتكرس عودتها إلى محيطها العربي والإسلامي، وتبعث رسالة أمل إلى العالم". جاء ذلك في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية "قنا"، على هامش مشاركتها بأعمال الدورة السادسة للمؤتمر الإسلامي لوزراء العمل في دول منظمة التعاون الإسلامي، الذي يُعقد في العاصمة القطرية الدوحة تحت شعار "تجارب محلية، إنجازات عالمية: قصص نجاح في العالم الإسلامي".

وقالت الوزيرة قبوات: "إن سوريا كانت طوال السنوات الماضية مغيبة تماماً عن المشاركة في مثل هذه الفعاليات، بينما كانت الجهود السورية في الخارج منصبة على إبقاء اسم سوريا حاضراً على الخارطة الدولية من خلال النشاطات المدنية والحقوقية"، مؤكدة أن المشاركة اليوم تأتي على مستوى حكومي بهدف تلبية تطلعات الشعب السوري وتعزيز التعاون مع الدول الشقيقة.

الجهود الإصلاحية

واستعرضت الوزيرة قبوات الجهود الإصلاحية التي تبذلها الحكومة السورية حالياً في قطاع العمل والتنمية الاجتماعية، مشيرة إلى أنه تم إعداد إستراتيجية جديدة تتلاءم مع البيئة والظروف الراهنة، وتشمل إصلاح منظومة التنمية الاجتماعية والحماية الاجتماعية، ومعالجة ملفات اللاجئين والنازحين، إضافة إلى إصلاح إداري وتنمية بشرية شاملة.

وأكدت الوزيرة قبوات أن من بين أولويات الحكومة في سوريا إعداد قانون جديد للمنظمات غير الحكومية يضمن لها المساحة الكافية لتقوم بدورها كشريك فاعل في التنمية، إلى جانب قانون عمل جديد يواكب المتغيرات الحالية، موضحة أن النظام البائد لم يمنح الموظفين فرصاً حقيقية لبناء قدراتهم وتنمية شعورهم بالانتماء.

وقالت الوزيرة قبوات: "إن التحديات أمام سوريا كبيرة، فالتشريعات قديمة جداً، والموارد محدودة، لكن هناك كفاءات سورية كبيرة في الداخل والخارج تعمل اليوم لدعم جهود الإصلاح"، لافتة إلى أن الكفاءات التي هاجرت، تؤدي دوراً مهماً في نقل الخبرات والمهارات إلى الداخل السوري.

كما شددت الوزيرة قبوات على أهمية التدريب المهني في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها سوريا، وخاصة مع وجود نحو مليون طفل سوري حُرموا من التعليم بسبب الحرب، مشيرة إلى أن تأهيل هذه الفئة مهنياً سيسهم في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسياسي على المدى الطويل.

وأشارت الوزيرة قبوات إلى أن الحكومة السورية تسلمت بلداً أنهكته الظروف، لكنها مؤمنة بقدرة الشعب السوري على النهوض مجدداً، قائلة: "إن الشعب السوري واجه المأساة والدمار بإصرار وصمود وإيجابية، ولا شك أن هناك قدرة كبيرة لإعادة بناء سوريا من جديد".

التعاون مع قطر

وأشارت الوزيرة قبوات إلى أن المرحلة المقبلة في سوريا تتطلب تعزيز التعاون العربي، خصوصاً مع الدول التي وقفت إلى جانب الشعب السوري، ومن بينها دولة قطر، مؤكدة أن "التعاون مع قطر، بما تحمله تجربتها من نجاحات في الإدارة الاجتماعية والإنسانية، سيكون أحد أبرز دعائم العمل الإنساني في سوريا خلال المرحلة القادمة.

وأعربت الوزيرة قبوات عن تطلع سوريا إلى الاستفادة من التجربة القطرية الرائدة في مجال العمل، مبينة أن "سوق العمل القطري متطور للغاية، وهناك رغبة للاستفادة من هذه التجربة في مجال التدريب المهني والتأمينات الاجتماعية وبناء القدرات".

كما ثمنت الوزيرة قبوات دور دولة قطر البارز في دعم الشعب السوري، مشيرة إلى أن قطر قدمت دعماً إنسانياً كبيراً لسوريا، موضحة أن هذا الدعم امتد اليوم إلى مجالات تعاون عديدة وآفاق أوسع.

وأعربت الوزيرة قبوات عن أملها بأن تُدمج العمالة السورية في سوق العمل القطري، مشيرة إلى أن العمالة السورية تمتاز بالكفاءة العالية والالتزام والقدرة على التكيّف، ومؤهلة للإسهام في مختلف القطاعات الاقتصادية.

مشاركة المقال: