"بس رجعولي ابني، والله ما عندي شي قدمو ولو معي المبلغ لدفعتو بس والله ما عندي شي"، تدوي كلمات أم الطفل المختطف "محمد الحمدوش"، في مشهد سوري مؤلم يتقاطع مع مشهد أم الأطفال الثلاثة المختطفين "لانا، حمزة ولبنى حمود".
الطفل "محمد" وبحسب المعلومات المتداولة اختطف من "صحنايا" بريف دمشق نهاية نيسان الفائت، وأثارت قصته غصة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين ساهموا بنشر قصته وتحويلها إلى تريند بهدف تشكيل رأي عام يساعد على إيجاد الطفل وتحريريه من خاطفيه. في غضون ذلك ظهرت مديرة منصة “” بفيديو تحريضي تناولت فيه عبارات طائفية، قبل أن تزور عائلة الطفل المختطف مع قوات من الأمن العام، وخلال الزيارة قال والد الطفل إن ابنه وابنته كانا في طريقهما إلى المدرسة حين تعرضا للخطف، لكن الطفلة نجحت بالإفلات من الخاطفين والعودة إلى منزلها.
وقالت الطفلة إن رجلين ملثمين أخبراهما بأنه صديق والدهما يريد إيصالهما إلى المدرسة، لكنه غيّر الطريق فجأة فطلب الطفلان إليه أن ينزلهما لكنه رفض، تضيف الطفلة أن الخاطفين خففا سرعة السيارة ففتحت الباب وفرّت ولم يستطيعا اللحاق بها، مشيرة أن لون الفان أبيض. أما الأم فبدت منهارة تماماً، وظهرت والدموع تغلبها تطالب بعودة طفلها، وقالت إنها لا تمتلك المال الكافي لدفعه وإلا لكانت قد دفعته.
وطالب الخاطفون بمبلغ 130 ألف دولار من العائلة ليعيدوا إليهم الطفل، وهو مبلغ كبير لا تمتلكه العائلة ولا تستطيع تأمينه. الشيخ "أبو محمد" مسؤول المنطقة ظهر في الفيديو، وقال إن حالات الخطف التي تحدث فردية مؤكداً متابعتهم للقضية لإعادة الطفل سالماً إلى حضن عائلته، وأضاف أن سوريا لكل السوريين وليست لطائفة واحدة، منتقداً التحريض الطائفي الذي سبق ومارسته نفس المذيعة حين تحدثت عن قضية اختطاف الطفل محمد.
وكما أم "محمد"، تنتظر أم "لانا ولبنى وحمزة"، أطفالها الذين اختطفوا في ريف طرطوس منذ 23 آذار الفائت، حيث ظهرت فيجديد قالت فيه إنها لم تحصل على أي خبر أو اتصال يطمئنها إن كان أطفالها بخير. وناشدت القيادة السورية وكل إنسان حر والمنظمات الحقوقية المختصة بحقوق الإنسان، لمساعدتها في أن تصل لأطفالها أو لأي خبر عنهم. وكما "أم محمد"، غالبت الدموع وهي تتحدث عن شوقها لهم، لضحكاتهم، وقالت إن زوجها مريض قلب تحاول أن تواسيه لكن لا تجد من يواسيها، فالبيت مثلها بات حزيناً على فراقهم.
يذكر أن ظاهرة كثرت في الآونة الأخيرة، وسط مطالبات للحكومة بضبطها والكشف عن تفاصيلها ومعاقبة المجرمين.