السبت, 4 أكتوبر 2025 03:44 PM

شركة ذات جذور نازية تزود إسرائيل بكميات ضخمة من الأسلحة وسط تنديد دولي

شركة ذات جذور نازية تزود إسرائيل بكميات ضخمة من الأسلحة وسط تنديد دولي

كشفت مصادر أميركية لـ «الأخبار» أن شركة لها صلات بالنظام النازي الألماني السابق، ستكون من بين الشركات الموردة لـ 563 طناً من القذائف والقنابل والذخيرة الحربية إلى الكيان الإسرائيلي.

وبحسب سجلات حركة الملاحة البحرية، تستعد سفينة شحن تدعى «أوشن غلاديتور» لمغادرة مرفأ «بولسبورو» في نيوجيرسي، متجهة إلى مرفأ أسدود الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، وهي محملة بذخائر حربية من شركة «ويلاند» (Wieland). وقد انتمى مؤسسو وأصحاب هذه الشركة إلى نظام الديكتاتور النازي الألماني، أدولف هتلر، في أوائل أربعينيات القرن الماضي، واستفادت الشركة بشكل كبير من طلبات التسليح التي تلقتها من النازيين، الذين ارتكبوا جرائم تطهير عرقي ودمار شامل وجرائم ضدّ الإنسانية.

وتم وضع الذخيرة الحربية التي وردتها شركة «ويلاند» في ثماني حاويات شحن، وحُملت على متن سفينة «أوشن غلاديتور» في ميناء بولسبورو، يوم الأحد الفائت (28 أيلول). ومن المتوقع أن تعبر السفينة مضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط في الأسابيع المقبلة، قبل وصولها المقرر إلى ميناء أسدود، في 23 تشرين الأول الجاري. ومن المتوقع أن تتوقف السفينة في مرافئ أميركية وأوروبية عدة في طريقها إلى الكيان الإسرائيلي، في حين تدعو الهيئات والجمعيات المناهضة للإجرام الإسرائيلي والإبادة الجماعية عمال ونقابات شركات الشحن وإدارات الموانئ البحرية إلى اعتراض السفينة، ومنعها من شحن الأسلحة التي تستخدم لقتل الأطفال وقصف المستشفيات وإبادة البشر.

وتعد هذه الشحنة من أضخم شحنات الأسلحة إلى إسرائيل منذ بداية الإبادة الجماعية في غزة عام 2023؛ وهي موجهة من شركة «ويلاند» إلى شركة «إلبيت سيستمز»، أكبر مزود بالأسلحة للجيش الإسرائيلي. إذ إن الأخيرة تؤمن 80% من الأسلحة والمعدات الحربية للقوات البرية في جيش العدو، و85% من الطائرات المسيرة القتالية التي يستخدمها سلاح الجو التابع له.

وبحسب مصادر من نيو جيرسي، فإن سفينة أخرى كانت قد غادرت مرفأ «بولسبورو» في اتجاه فلسطين المحتلة في آب الفائت، ناقلة 374 طناً من الأسلحة والعتاد الحربي. وتقر شركة «إلبيت سيستمز» بتحقيقها نمواً مضاعفاً في العامين السابقين، بعدما تلقت طلبات هائلة من وزارة الحرب الإسرائيلية لشراء الأسلحة التي تحتاجها الأخيرة لمواصلة إبادة البشر في غزة، وللقتال على جبهات أخرى فتحها الكيان ضد شعوب المنطقة، بما في ذلك جنوب لبنان واليمن وسوريا.

وبالعودة إلى تاريخ «ويلاند»، تبين أن عضو مجلس إدارتها، كارل إيخمولر، قد انضم إلى «الحزب النازي الألماني» في 1 أيار 1933، وتبعه مؤسسها، هانز وايلاند، عام 1938؛ وأنها استفادت من النظام النازي من الناحية التقنية، بتطويرها تكنولوجيا التصنيع العسكري بواسطة خبراء نازيين.

والمفارقة أن الشركة التي كان رئيسها التنفيذي السابق، كارل إيخمولر، عضواً في «الحزب النازي» اشترت في العام الماضي، مصنع «أميركان براس» في مدينة بافالو (نيويورك)، الذي صدر أكثر من 162 طناً من علب الذخيرة النحاسية إلى مصنع الذخيرة المملوك لشركة «إلبيت سيستمز» في مستوطنة «رامات هشارون» في فلسطين المحتلة، وفقاً لسجلات الشحن.

والجدير ذكره، هنا، أن شركة أخرى مقرها نيويورك، تدعى «إنترناشونال أوردنانس تكنولوجيز»، ستورد 24 طناً من الذخيرة إلى مصنع «إلبيت سيستمز»، الذي سيقوم بشحن 377 طناً من القذائف والقنابل الحربية في 25 حاوية من لادسون (ولاية ساوث كارولينا) إلى مستوطنة «رامات هشارون»، خلال الشهر القادم.

وتدلل مضاعفة شحنات الأسلحة على أن الكيان الإسرائيلي قد يخطط لتوسيع الحرب وتمديدها إلى جبهات عدة، في حين يشكل استمرار تزويده بالعتاد والذخيرة جريمة حرب، ويعد بحسب «الاتفاقية الدولية لمنع الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها» (1948) ضلوعاً في إبادة البشر، يفترض معاقبة المسؤولين عنه أمام المحاكم الدولية والمحلية.

مشاركة المقال: