انطلقت في شرم الشيخ المصرية، الاثنين، مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بهدف التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على قطاع غزة ويتبادل الأسرى، وذلك بناءً على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وصل الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى شرم الشيخ، وفقاً لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، التي أشارت إلى أن اللقاء غير المباشر بين الوفدين سيعقد مساء الاثنين في المنتجع المصري. ولم تكشف الهيئة عن مستوى أو هوية أعضاء الوفد الإسرائيلي، بينما أكدت حماس وصول وفدها إلى مصر الأحد.
يترأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي سيصل إلى شرم الشيخ بعد غد الأربعاء، بتوجيهات من مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
على الرغم من الحراك الدبلوماسي المكثف، نقلت الهيئة عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن الفجوات بين الجانبين لا تزال كبيرة. وتأتي هذه المباحثات عشية الذكرى الثانية لهجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
زاد الرئيس الأميركي الضغوط على المفاوضين، داعياً إلى "التقدم بسرعة"، ومشيراً إلى "مباحثات أولى إيجابية جداً" مع حماس خلال عطلة نهاية الأسبوع، قبل مباحثات مصر التي أوفد إليها مبعوثه الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر.
تتضمن الخطة الأميركية، التي أُعلن عنها في 29 أيلول/سبتمبر، وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين منذ هجوم حماس في غضون 72 ساعة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة ونزع سلاح حماس. وحذر ترامب حماس من أي تأخير في تطبيق الخطة، مؤكداً أنه لن يقبل بذلك.
أكدت حماس لوكالة فرانس برس أنها حريصة جداً على التوصل لاتفاق لوقف الحرب وبدء فوري لعملية تبادل الأسرى وفق الظروف الميدانية. وأفاد قيادي في حماس بأن وفد الحركة بقيادة خليل الحية سيعقد لقاءات تمهيدية مع الوسطاء المصريين والقطريين في القاهرة قبل بدء جولة المفاوضات غير المباشرة مع الوفد الإسرائيلي.
ستناقش المباحثات غير المباشرة آليات وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى موعد بدء المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب الخاصة بتبادل الأسرى، وسيتم التفاوض لتحديد موعد الهدنة المؤقتة لتهيئة الظروف الميدانية لبدء عملية التبادل.
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إرسال وفد تفاوضي إلى شرم الشيخ، وتأتي الاجتماعات المقررة بعد أشهر من الجهود غير المثمرة من جانب الولايات المتحدة وقطر ومصر التي تتولى الوساطة بين الطرفين.
على الرغم من دعوات ترامب إلى وقف "فوري للقصف"، واصل الجيش الإسرائيلي ضرباته على غزة، وأكد نتانياهو دعمه لمقترح ترامب، لكنه شدد على أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في معظم أنحاء قطاع غزة. وكشف ترامب أن إسرائيل وافقت على خط انسحاب أولي، وبمجرد قبوله من قبل حماس، سيدخل وقف إطلاق النار "حيز التنفيذ فورا".
لم تتطرق حماس إلى مسألة نزع السلاح في ردها على خطة ترامب، مؤكدة عزمها على المشاركة في أي نقاش حول مستقبل غزة وعلى ضرورة "الانسحاب الإسرائيلي الكامل". وتستبعد الخطة أي دور لحماس "في إدارة غزة" وتنص على نفي مقاتليها. وتعهد نتانياهو مجدداً تجريد حماس من سلاحها إما في إطار خطة ترامب أو بالوسائل العسكرية الإسرائيلية.
حذر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير من أن الجيش مستعد "للعودة للقتال" في حال فشلت مباحثات الإفراج عن الرهائن.
اندلعت الحرب في غزة إثر هجوم حماس الذي أسفر عن مقتل 1219 شخصا، وخطف إبان الهجوم 251 شخصا، ما زال 47 منهم محتجزين، من بينهم 25 قضوا وفقا للجيش الإسرائيلي. وأسفرت الحملة الإسرائيلية العنيفة عن استشهاد ما لا يقل عن 67139 فلسطينيا، وفقا لأحدث أرقام وزارة الصحة في القطاع. وأعلنت الأمم المتحدة انتشار المجاعة في أجزاء من قطاع غزة.