في تطور لافت يجمع بين الاقتصاد والدبلوماسية، شهدت دمشق اجتماعاً تمهيدياً بين الشركة السورية للبترول (SPC) وشركة "شيفرون" الأمريكية العملاقة، لبحث فرص استكشاف النفط والغاز على السواحل السورية. الاجتماع، الذي ترأسه الرئيس أحمد الشرع يوم أمس الثلاثاء، يمثل خطوة نحو انفتاح اقتصادي وتعاون سوري أمريكي متزايد.
حضر الاجتماع شخصيات بارزة من الجانبين، من بينهم المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، الذي شارك بصفته الدبلوماسية الرفيعة، ووزير الخارجية والمغتربين، أسعد الشيباني، والرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول، يوسف قبلاوي. كما ضم وفد "شيفرون" مسؤولين تنفيذيين كبار مثل رانك ماونت، نائب الرئيس التنفيذي لقطاع التطوير، وجو كوش، مدير التطوير الإقليمي. وحضر اللقاء أيضاً رئيس مجلس إدارة شركة UCC العالمية معتز الخياط والرئيس التنفيذي رامز الخياط.
لقاءات مكثفة تمهد الطريق
يأتي هذا اللقاء في سياق سلسلة من الاجتماعات بين المسؤولين السوريين والمبعوث الأمريكي توماس باراك، الذي يجري زيارة حالية إلى دمشق. وكان باراك قد التقى يوم الاثنين بالرئيس أحمد الشرع لبحث آخر المستجدات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وعقد اجتماعاً منفصلاً مع وزير الخارجية أسعد الشيباني لمناقشة آفاق تعزيز التعاون بين سوريا والولايات المتحدة.
تعاون تقني: نقابة المهندسين توقع مع "Rheem" الأمريكية
بالتوازي مع هذا الحراك في قطاع الطاقة، وقعت نقابة المهندسين السورية مذكرة تفاهم مع شركة "Rheem" الأمريكية، المتخصصة في أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف (HVAC) وتسخين المياه. تهدف المذكرة، التي وقعها نقيب المهندسين مالك حاج علي ومدير عام الشرق الأوسط وأفريقيا في الشركة سامر بشور، إلى تطوير الكفاءات الهندسية السورية من خلال برامج تدريب متخصصة ونقل التقنيات الحديثة في مجال HVAC، بالإضافة إلى إنشاء مخبر متخصص ومنح شهادات معتمدة للمهندسين السوريين.
أكد مالك حاج علي أن هذا التعاون يمثل خطوة نحو بناء شراكات تقنية متقدمة، بينما أشار سامر بشور إلى أهمية الاستثمار في العنصر البشري في المرحلة المقبلة لإعادة الإعمار. ويرى مراقبون أن هذه التطورات المتزامنة تشير إلى عودة سوريا إلى الخريطة الاستثمارية العالمية وتحول في العلاقات السورية الأمريكية من خلال التعاون المباشر بين المؤسسات.