الثلاثاء, 13 مايو 2025 03:41 PM

صرخات السوريين تتجاوز الانقسامات: مطالب موحدة بالخدمات الأساسية وحياة كريمة

صرخات السوريين تتجاوز الانقسامات: مطالب موحدة بالخدمات الأساسية وحياة كريمة

تصرخ سيدة من حلب مطالبة بالكهرباء، يرد الصدى في حمص وحماة واللاذقية والسويداء، وكل المدن الأخرى، والحال ذاته ينطبق على المياه والظروف المعيشية والحياة المتعطلة بانتظار بارقة أمل، وحلم بمستقبل أفضل لأبنائنا، مهما علَت أصوات الانقسام، يغلبها صراخ الحاجات المشتركة بيننا كسوريين.

ماذا لو تركنا انقساماتنا جانباً، وبدأنا "حوار شكوى" فيما بيننا كأشقاء يشكون همهم بعدما باعدتهم الظروف عن بعضهم؟ هل سنختلف عن بعضنا البعض؟ هل أحدنا يعيش في العلياء والآخر في الحضيض؟.

مثلاً، يبدأ أهالي درعا حديثهم عن ساعة الكهرباء اليتيمة يومياً، رغم امتلاكهم لأكبر محطة توليد كهرباء في سوريا "محطة دير علي"، ويشكون عدم رد المعنيين عليهم، كيف سيجاريهم في الحديث أهالي "حماة" الذين ينتظرون كهرباء تكفيهم على الأقل تسخين طعام الغداء على الطباخ الليزري، وأهالي اللاذقية الذين ينتظرون الكهرباء بأمل وترجي حتى يتمكنوا من ضخ المياه!

ماذا لو تواجد أحد أهالي "عفرين الأشرفية"، الذين لم يروا الكهرباء لمدة 3 أيام وحين تقدم بشكوى أخبروه بسرقة الكهرباء من قبل المستأجر ولن يشغلوها إلا بعد دفع غرامة بقيمة 350 دولار؟ فهل سيختلف التعامل مع هذا الواقع في حمص مثلاً؟ ففي هذا البلد لا أحد على رأسه ريشة إلا "الدولة".

على طاولة الحوار المفترضة ولتكن مستديرة أو مستطيلة، قد يطرح الركاب الذين يزورون دوار الشعار كل يوم، موضوع مشكلة سرافيس "طريق الباب"، الذين يعيقون حركة المركبات والبشر، هل سيختلف الحال في جسر الحرية بالعاصمة أو أو على طريق الرعب بين دير الزور والعاصمة؟

في الحسكة مزارع قمح يعاني العطش وقلة دعم الدولة للزراعة، وارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، يقابله مزارع حمضيات في الساحل قرر اقتلاع أشجاره فاقداً الأمل إلا من التعب، ومثله مزارع البطاطا في درعا.

تصرخ أم في صحنايا مطالبة بعودة طفلها المختطف، يرد الصدى في طرطوس أم تترجى المساعدة بعودة أبنائها المختطفين؟ يحتار القلب كيف يمكن أن يتمزق بعيداً عن انقسامات "نحن" و"هم"!

في بلدنا، لا شيء مختلف فعلاً، فالمعاناة تُقسّم بالتساوي، والفقر لا يفرق بين لهجة ولهجة، والخوف لا يسأل عن الطائفة قبل أن يقرع الأبواب، ومهما فرقتنا الانقسامات، تجمعنا شكاوى الكهرباء والماء، والمخاوف على مستقبل أولادنا، وحتى حين تختلف آراؤنا، نجلس جميعاً في العتمة ذاتها، وننتظر الضوء نفسه.

هذا الضوء هو بصيص الأمل بسوريا الحرة المستقلة المستقرة الديمقراطية التعددية المزدهرة ..إلخ.

مشاركة المقال: