الأحد, 24 أغسطس 2025 02:54 PM

عبد السلام حورية: ستون عاماً من الإبداع في صناعة الفخار اليدوي باللاذقية.. قصة عشق وتراث

عبد السلام حورية: ستون عاماً من الإبداع في صناعة الفخار اليدوي باللاذقية.. قصة عشق وتراث

اللاذقية-سانا: في محافظة اللاذقية، وتحديداً على شاطئ رأس شمرا، لا تزال صناعة الفخار اليدوي تحافظ على وجودها وإن كان محدوداً. الحرفي عبد السلام حورية، المعروف بأقدم صانعي الفخار في المنطقة، يواصل رحلته مع هذه المهنة التي توارثها عن أجداده منذ ستين عاماً، ممارساً إياها بمحبة وشغف.

أصالة المهنة

على الرغم من التطور الكبير في صناعة الفخار، واستخدام الآلات الهيدروليكية والأفران الكهربائية، يظل حورية، أو أبو لطفي كما يحلو للجميع مناداته، وفياً للطرق التقليدية. وأوضح في حديثه لمراسلة سانا: "أفتخر بطريقة عملي اليدوي والبدائي، وباستخدام فرن يعمل على الحطب، مما يضفي على المنتجات لمسة فريدة من الأصالة".

مراحل العمل

يشرح أبو لطفي أن مراحل العمل تتطلب جهداً كبيراً، تبدأ بجلب التربة الغضارية من جبال صلنفة، باعتبارها الأنسب لهذه الصناعة. ثم يتم تكريرها بالماء حتى تتحول إلى عجينة متماسكة، تترك لتجف قليلاً قبل تشكيل الأواني. بعد ذلك، تترك القطع في الهواء الطلق لمدة عشرة أيام حتى تجف تماماً، قبل إدخالها إلى الفرن لإتمام عملية التصنيع.

من أبرز منتجات أبو لطفي خوابي الزيت، التي تحمل قيمة تراثية وذكريات خاصة، بالإضافة إلى الأواني المنزلية التقليدية كالجرار والصحون والكؤوس.

تحديات المهنة ومستقبلها

يشير الحرفي إلى التحديات التي تواجه عمله، وأهمها ارتفاع أسعار المواد الأولية وتراجع اهتمام الناس بالأواني الفخارية لصالح المنتجات البلاستيكية والمعدنية. ومع ذلك، يؤكد أنه لا يزال معتزاً بمهنته التي مكنته من توفير مصدر رزق لأسرته، وقام بتعليم أسرارها لابنه لضمان استمرار هذه الحرفة وحمايتها من الاندثار.

تجدر الإشارة إلى أن صناعة الفخار تعتبر من أقدم الحرف التي عرفها أبناء الساحل السوري، حيث تشير اللقى الأثرية المكتشفة في رأس شمرا إلى أن هذه الصناعة تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد. ولا تزال الأسر الحرفية في المنطقة تعمل على الحفاظ على هذا التراث ونقله للأبناء جيلاً بعد جيل.

مشاركة المقال: