السبت, 10 مايو 2025 07:13 PM

عبق الياسمين الشامي يفوح في حماة: مزارعون يتحدون الصعاب للحفاظ على الوردة الشامية

عبق الياسمين الشامي يفوح في حماة: مزارعون يتحدون الصعاب للحفاظ على الوردة الشامية

في بلدة معرين الصليب بمنطقة مصياف في ريف حماة الغربي، يستمر مزارعون في قطف الوردة الشامية بإصرار، ليس فقط كمصدر رزق، بل كرمز للهوية السورية وتراثها غير المادي، الذي أدرجته "اليونسكو" عام 2019 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للبشرية.

رسالة حب وسلام

المزارع أحمد أحمد، يعمل منذ أكثر من 18 عامًا على استخلاص منتجات الوردة الشامية يدويًا، مثل ماء الورد، وشراب الورد، ومربى الورد، باستخدام وسائل تقليدية بسيطة. يقول أحمد لمنصة سوريا 24: "هذا العمل ليس مجرد مصدر دخل لعائلتي، بل هو رسالة حب وسلام من سوريا إلى العالم". بدأ أحمد مشروع زراعة الوردة الشامية في البلدة عام 2007، وتوسع ليشمل أكثر من 20 قرية في ريف حماة، وامتد إلى محافظتي حمص وطرطوس، حيث زُرع أكثر من 100 دونم بالورود الشامية، ووُزعت نباتات بأسعار مدعومة لتشجيع هذه الزراعة النوعية وتطويرها.

يرأس أحمد تعاونية الوردة الشامية في حماة، ويعمل ضمن جمعية "أصدقاء الورود" التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، وهي إطار تنظيمي لدعم المزارعين وتسويق المنتجات ورفع مستوى الإنتاج.

موسم القطاف: شهر العطور والنكهات

يشير المزارع علي محمود يوسف إلى أن موسم قطاف الوردة الشامية يستمر شهرًا تقريبًا، من 20 أبريل/نيسان حتى 20 مايو/أيار. ويضيف لمنصة سوريا 24 أن الأسر الزراعية تستيقظ مع الفجر لتقليم الأزهار في الصباح الباكر، حيث تكون النضارة في أوجها. تُستخدم الأزهار في عمليات التقطير التقليدية لإنتاج ماء الورد، الذي يدخل في الصناعات الغذائية والعطرية والدينية، ويُحوّل جزء منها إلى شراب الورد أو مربى الورد، وهي منتجات رائجة محليًا، لكنها تحتاج إلى سوق تصريف أوسع وأكثر تنظيمًا.

تحديات كبيرة واحتياجات ضرورية

رغم جهود المزارعين، يواجهون صعوبات لوجستية واقتصادية تهدد استمرارية المشروع، أبرزها:

  • الحاجة إلى جهاز لاستخراج زيت الورد.
  • نقص الأسمدة والمبيدات الفطرية والحشرية.
  • عدم توفر آلات زراعية.
  • الحاجة إلى أنظمة ري حديثة.
  • غياب مقر دائم للتعاونية.
  • توفير قروض ميسرة للمزارعين.

الهدف الاقتصادي والثقافي

يؤكد أحمد أحمد أن الدافع الأول لزراعة الوردة الشامية هو تحقيق دخل اقتصادي للأسر، والدافع الثاني هو الحفاظ على التراث السوري غير المادي، وإبقاء شعلة الوردة الشامية مشتعلة كرمز للسلام والإبداع والتاريخ السوري العريق.

في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، يحتاج مشروع زراعة واستخلاص منتجات الوردة الشامية في ريف حماة إلى دعم رسمي وشعبي أكبر، من خلال توفير الدعم اللوجستي والفني، أو عبر تسويق المنتجات محليًا وخارجيًا، نظرًا لجودتها العالية وطابعها التقليدي الأصيل.

مشاركة المقال: