توقع الأكاديمي الروسي غينادي أونشينكو أن يتمكن البشر من العيش حتى 150 عامًا في المستقبل القريب، وذلك إذا نجح العلماء في تطوير تقنية لإنماء أعضاء كاملة في المختبر.
أوضح أونشينكو أن هذا الأمر ليس ضربًا من الخيال، بل هدف علمي يمكن تحقيقه بالنظر إلى التقدم الحالي في مجالات الطب الحيوي والهندسة النسيجية. وأضاف: "لدينا اليوم إمكانيات هائلة، مثل القدرة على إنماء أعضاء كاملة من خلايا نسيجية بسيطة. إذا أتقنا هذه التقنية، سيصبح العيش حتى 150 عامًا ممكنًا. يمكننا، على سبيل المثال، إنماء كبد أو كلية كاملة من خلية واحدة".
أشار أونشينكو إلى أن تحقيق هذا العمر المديد يتطلب أيضًا التزامًا صحيًا من الأفراد، بما في ذلك الحصول على التطعيمات والالتزام بتوصيات علماء الأوبئة والصحة العامة.
في سياق متصل، ذكرت البروفيسورة أولغا تكاتشوفا، العضو المراسل في الأكاديمية الروسية للعلوم، أن الحد الأقصى الحالي لعمر الإنسان يتراوح بين 120 و125 عامًا، وأن الوصول إلى متوسط عمر متوقع يبلغ 150 عامًا يتطلب قفزة نوعية في العلوم الطبية والتكنولوجيا الحيوية.
وأضافت تكاتشوفا أن روسيا تضم حاليًا حوالي 18 ألف شخص تجاوزوا قرنًا من العمر، وأن نصف الأطفال المولودين اليوم لديهم فرصة حقيقية للوصول إلى سن المئة.
تأتي هذه التصريحات العلمية في أعقاب حديث غير معتاد جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، في 3 سبتمبر في بكين، حيث تحدثا عن التقدم في التكنولوجيا الحيوية، وزراعة الأعضاء، وإمكانية أن يعيش البشر حتى 150 عامًا.
تم بث هذا الحوار القصير مباشرة عبر تلفزيون الصين المركزي (CCTV)، ونقلته لاحقًا شبكة تلفزيون الصين الدولية (CGTN) ووسائل إعلام صينية أخرى، مما سمح للعالم بالاطلاع على هذا الحديث الذي لم يكن مخصصًا للبث العلني.
أثناء سير بوتين وشي نحو منصة "تيانانمين" لمتابعة العرض العسكري الذي شارك فيه أيضًا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، سُمع مترجم بوتين يقول باللغة الصينية: "التكنولوجيا الحيوية تتطور باستمرار… يمكن زراعة الأعضاء البشرية باستمرار، كلما طالت حياتك، أصبحت أصغر سنًا، بل ويمكنك الخلود".
وردّ الرئيس الصيني، الذي لم يظهر في الصورة خلال تلك اللحظة، قائلاً: "يتوقع البعض أن البشر قد يعيشون في هذا القرن حتى عمر 150 عامًا".