أكد الكاتب والباحث السياسي علي تمي أن إقدام ميليشيا "قسد" على إغلاق مدارس حكومية ومدارس الكنائس المسيحية في الجزيرة السورية، وطرد الطلاب منها بالقوة، يمثل جزءاً من استراتيجية إقصائية تنتهجها "قسد".
وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح تمي أن هذه الممارسات تمس جوهر الهوية الوطنية وتهدد التعايش المجتمعي والنسيج الوطني السوري في المنطقة، بالإضافة إلى انتهاك الحقوق التعليمية والدينية.
وأشار تمي إلى أن "قسد" تسعى من خلال إغلاق المدارس وفرض مناهجها الدراسية إلى تخريج جيل جاهل يسهل التحكم به، واستغلال الأطفال في حروبها، وتهجير السكان لإسكان فلول النظام البائد مكانهم، مؤكداً أن هذا المشروع يخدم أجندات إسرائيلية.
كما بين أن هذا الإجراء يندرج في سياق مشروع سياسي انفصالي يهدف إلى اقتلاع الأجيال الجديدة من انتمائها الوطني عبر فرض مناهج تعليمية دخيلة تغيب فيها الهوية الوطنية، وتسييس المعرفة لخدمة أجندات ضيقة لا تخدم مصالح الشعب السوري ولا تاريخه المشترك. وأضاف أن استخدام المؤسسات التربوية كأداة للهيمنة السياسية يدمر مستقبل الأطفال ويزرع بذور الفرقة والانقسام.
وشدد تمي على أن الأمر ليس مجرد خلاف على مناهج تعليمية، بل هو مشروع تغريب ممنهج يهدف إلى تفكيك البنية الثقافية والمجتمعية في منطقة تتميز بتنوعها، حيث يتعايش العرب والكرد والسريان والأرمن والآشوريون.
الوطن