الخميس, 24 أبريل 2025 05:21 PM

فيلم "وما أدراك ما صيدنايا": وثائقي يكشف فظائع السجن الأسوأ في سوريا ويثير صدمة ومطالبات بالعدالة

فيلم "وما أدراك ما صيدنايا": وثائقي يكشف فظائع السجن الأسوأ في سوريا ويثير صدمة ومطالبات بالعدالة

في عرض خاص داخل دار الأوبرا بدمشق، كُشف النقاب عن الفيلم الوثائقي المؤلم "وما أدراك ما صيدنايا"، الذي أنتجته قناة الجزيرة وأخرجه السوري عبدو مدخنة. يسلط الفيلم الضوء على سجن صيدنايا، أحد أكثر السجون شهرة في الانتهاكات بسوريا، والذي لطالما شكّل رمزاً للترهيب والتعذيب في عهد النظام السابق.

الفيلم يرصد شهادات صادمة ووقائع حقيقية

يرتكز الفيلم على شهادات حية ومواد توثيقية، كاشفاً أساليب التعذيب والانتهاكات التي مورست داخل سجن صيدنايا، والذي تحوّل إلى مقبرة صامتة للكثير من المعتقلين. ويُبرز الفيلم مأساة المعتقلين الذين جُرِّدوا من أسمائهم وهوياتهم وتحولوا إلى مجرد أرقام، في مشهدٍ إنساني يعبّر عن عمق الألم والانكسار.

صرخات مؤلمة داخل قاعة العرض

تفاعل الجمهور كان استثنائياً، حيث أُجهش عدد من الحاضرين بالبكاء وعجز البعض عن متابعة الفيلم حتى نهايته. وعلّق أحد الناشطين قائلاً: "ما قدرت كمّل... الفيلم بيكسر القلب، وما فينا ننسى أو نغفر بسهولة." بينما عبّرت سيدة من الحضور عن وجعها بالقول: "الصورة والصوت ما فارقوني، حسّيت كل شهقة طلعت من الشاشة هي من قلبي."

العدالة أولاً: أصوات تنادي بالمحاسبة لا الانتقام

في ختام العرض، دعا الحضور والناشطون إلى فتح ملفات الانتهاكات ودعم مسار العدالة الانتقالية، مؤكدين أن ما حدث في صيدنايا لا يجب أن يُنسى أو يُطمس، بل يجب أن يُوثّق ليكون جزءاً من ذاكرة السوريين وأداة لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم.

صيدنايا بعد التحرير: الغياب القاسي للحقيقة

ورغم تحرير السجن في ديسمبر 2024، إلا أن ذوي المعتقلين صُدموا بغياب أبنائهم، إذ تم الكشف عن أن العديد منهم تمت تصفيتهم في وقت سابق، ما ضاعف من وجع الأهالي الذين انتظروا اللقاء لسنوات. ليبقى صيدنايا، بحسب ناشطين، "جداراً شاهداً على أكثر المآسي إيلاماً في تاريخ سوريا الحديث".

مشاركة المقال: