تجري الاستعدادات لافتتاح أوتوستراد دمشق-السويداء وتأمينه لاستئناف حركة المرور بعد توقف استمر لأكثر من شهر. وأفاد المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية السورية، لـ عنب بلدي، يوم الخميس 21 آب، بأنه سيتم افتتاح الأوتوستراد خلال أسبوع.
يُذكر أن الطريق الرئيسي بين دمشق والسويداء قد أُغلق منذ 13 تموز الماضي، نتيجة لسلسلة من الاعتداءات بين فصائل محلية في السويداء وعشائر بدوية، الأمر الذي استدعى تدخل قوات الأمن العام ووزارة الدفاع.
لا ممر عبر الحدود
من جهة أخرى، نفى مصدر حكومي لوكالة الأنباء السورية (سانا)، يوم الأربعاء 20 آب، وجود أي ممر إنساني عبر الحدود، مؤكدًا أن تقديم المساعدات الإنسانية يتم حصريًا بالتنسيق مع مؤسسات الدولة في دمشق. وبرر المصدر الحكومي، الذي لم تسمِّه الوكالة، ذلك بـ "الحرص على ضمان وصول المساعدات بشكل آمن ومنظم إلى جميع المستحقين، بما في ذلك محافظة السويداء وغيرها من المناطق".
وأشار المصدر إلى أن الحكومة السورية منحت المنظمات الأممية المختصة التسهيلات والموافقات اللازمة للقيام بمهامها الإنسانية، وأن القوافل الوطنية والإغاثية تواصل عملها بشكل منتظم، معتبرًا أن ذلك يعكس "التزام سوريا بتأمين الاحتياجات الإنسانية بالتعاون مع شركائها الدوليين".
جاء النفي الحكومي عقب ورود أنباء عن تنسيق بين سوريا وإسرائيل لفتح ممر إنساني إلى السويداء، خلال لقاء بين الجانبين في باريس، الثلاثاء.
إغلاقات سابقة
في 1 أيار، أصدر ممثلون عن الطائفة الدرزية في السويداء بيانًا طالبوا فيه الحكومة بتحمل مسؤولياتها في حماية الطريق الواصل إلى دمشق، مؤكدين ضرورة فرض الأمن والاستقرار على كامل الأراضي السورية.
وسبق أن أُعيد فتح الطريق في 3 تموز الماضي، بعد إغلاقه نتيجة اشتباكات بين مجموعتين أمنيتين قرب حاجز المسمية شرقي درعا، حين تدخلت قوى الأمن الداخلي لضبط الأوضاع بعد ورود شكاوى عن تواطؤ عناصر الحاجز مع منفذي الاعتداءات المتكررة على المارة. لكن الأحداث الدامية التي اندلعت في 13 تموز أعادت إغلاق الطريق، لتتصاعد المعارك على تخوم السويداء وداخلها.
وفي 19 تموز، أعلنت وزارة الداخلية السورية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في السويداء، تضمّن بندًا يقضي بتأمين طريق دمشق-السويداء وضمان سلامة المسافرين. الاتفاق جاء بعد مفاوضات بين الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برعاية أمريكية ودعم من تركيا والأردن ودول الجوار.
بداية التوتر
بدأت التوترات عقب حادثة سلب تعرض لها المدني فضل الله دوارة، في 12 تموز، حين اعترضه مسلحون مجهولون في محيط قرية خربة الشياب جنوبي دمشق بينما كان عائدًا إلى السويداء بشاحنته المحملة بالخضار. وتطورت الحادثة إلى خطف متبادل بين عشائر على تخوم السويداء وفصائل محلية، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة تدخلت فيها قوات وزارة الدفاع والداخلية.
وبينما توصلت الحكومة إلى اتفاق مع وجهاء وقادة محليين، رفض آخرون الاتفاقية وشنوا هجمات مضادة بغطاء إسرائيلي. وتخللت الحملة الأمنية لقوات وزارة الدفاع والداخلية انتهاكات بحق مقاتلين ومدنيين، قوبلت بانتهاكات من الفصائل المحلية التي شنت الهجوم المضاد، واستكملت هجومها باتجاه قرى البدو.
وكان الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، أعلن انسحاب قوات وزارتي الدفاع والداخلية من السويداء، لتجنب "مواجهة مفتوحة مع إسرائيل"، تاركًا إدارة المحافظة لوجهاء الطائفة الدرزية وفصائل محلية. وبعد الانسحاب شهد الجنوب السوري تعبئة عشائرية وهجمات مركزة ضد الفصائل المحلية في السويداء، وسط انتهاكات نسبت للقوى العشائرية، قبل التوصل إلى اتفاق بين سوريا وإسرائيل.
وتعيش المحافظة اليوم حالة من الاستقرار النسبي، بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين برعاية دولية.