الأحد, 23 نوفمبر 2025 01:32 PM

قمة العشرين تختتم في جوهانسبرغ ببيان يدعو إلى حل النزاعات سلمياً ويركز على إفريقيا والمناخ

قمة العشرين تختتم في جوهانسبرغ ببيان يدعو إلى حل النزاعات سلمياً ويركز على إفريقيا والمناخ

جوهانسبرغ-سانا: اعتمد قادة دول مجموعة العشرين البيان الختامي لقمة جوهانسبرغ في جنوب إفريقيا، والذي يدعو إلى حل الصراعات العالمية بالطرق السلمية، وإيجاد حلول لقضايا المناخ، إضافة إلى معالجة بعض القضايا التي تواجه القارة الإفريقية.

أعلنت رئاسة جنوب إفريقيا أن وثيقة البيان حظيت بإجماع الدول الأعضاء، واعتُمدت باعتبارها بنداً أوّل في جدول الأعمال بدلاً من جلسة الختام، نتيجة توافق واسع خلال الاجتماعات.

النزاعات الدولية وإفريقيا والمناخ في صلب البيان

قال المتحدث باسم رئاسة جنوب إفريقيا، فنسنت ماغوينيا، في مؤتمر صحفي: إن البيان “اعتُمد رسمياً”، مؤكداً أن جوهره يقوم على الدعوة إلى حلول سلمية للصراعات العالمية، مع إبراز أربع بؤر توتر رئيسية هي جمهورية الكونغو الديمقراطية، والسودان، وفلسطين، وأوكرانيا.

ووفق المتحدث شدد البيان على ضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وفق ميثاق الأمم المتحدة، ورفض استخدام القوة لانتزاع الأراضي، كما دعا إلى إنهاء النزاعات المسلحة عالمياً، وزيادة التمويل المخصص للمناخ، ووضع أولويات التنمية في إفريقيا في قلب الأجندة الدولية.

وأكد البيان مجدداً التزام أهداف اتفاق باريس للمناخ، ودعا إلى تسريع الاستثمارات العالمية لمنع ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 1.5 درجة مئوية، كما أشار إلى أن الدول النامية تحتاج إلى ما يصل إلى 5.9 تريليونات دولار لتنفيذ التزاماتها المناخية بحلول عام 2030، مع ضرورة تعزيز تمويل الخسائر والأضرار ودعم التكيف المناخي وأنظمة الإنذار المبكر.

وسلّط البيان الضوء على التحديات الخاصة بالقارة الإفريقية، مشيراً إلى أن أكثر من 600 مليون شخص محرومون من الكهرباء، ونحو مليار شخص دون وقود طهي نظيف، ما يؤدي إلى وفاة مليونَي شخص سنوياً، كما شدد على أهمية المعادن الاستراتيجية في التنمية المستدامة، داعياً الدول الإفريقية إلى معالجتها محلياً بدل تصديرها كمواد خام.

وفي ملف الأمن الغذائي، أشار البيان إلى أن 720 مليون شخص حول العالم يعانون الجوع، فيما لا يستطيع 2.6 مليار الحصول على غذاء صحي، مؤكداً رفض استخدام التجويع أسلوب حرب، كما التزم الأعضاء بتحقيق تنمية اقتصادية شاملة ومستدامة، وتمكين المرأة، وضمان أمن الطاقة والغذاء عالمياً.

خلافات مع واشنطن

ويأتي اعتماد البيان في ظل خلاف حاد بين واشنطن وبريتوريا، بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب مقاطعة القمة، ومن ثم مارست ضغوطاً لمنع إصدار إعلان ختامي، ووجهت اتهامات لجنوب إفريقيا باستغلال رئاستها لمجموعة العشرين لتقويض مبادئ عمل المجموعة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي: إن رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا ضغط باتجاه إصدار الإعلان الختامي “على الرغم من الاعتراضات الأمريكية المستمرة والقوية”، مضيفة: إن واشنطن رأت في الخطوة تجاوزاً لمبدأ التوافق داخل مجموعة العشرين.

وفي المقابل، أكد المتحدث باسم رامافوزا أن الإعلان “غير قابل لإعادة التفاوض”، مشيراً إلى أن جنوب إفريقيا عملت طوال العام على صياغته، وأن “توافقاً ساحقاً” بين الدول الأعضاء دعم اعتماده، لافتاً إلى أنه يمثل أول إعلان يصدر تحت رئاسة إفريقية للمجموعة.

وفي اللحظات الأخيرة من المفاوضات حول البيان انسحبت الأرجنتين، معربة عما سمته “تحفظها على الإشارات الواردة في الوثيقة بشأن الصراع في الشرق الأوسط”، والتي دعت إلى “سلام عادل وشامل ودائم وحل للقضية الفلسطينية، وذلك في تناغم مع علاقتها القوية بالولايات المتحدة وإسرائيل.

حول قمة جوهانسبرغ

القمة، التي انعقدت تحت شعار “التضامن والمساواة والاستدامة”، شهدت لأول مرة مشاركة الاتحاد الإفريقي كعضو دائم، في خطوة اعتُبرت تعزيزاً لدور القارة في الحوكمة العالمية، فيما تزامن الاجتماع مع تصاعد التوتر بين قوى عالمية بسبب حرب روسيا في أوكرانيا إضافة إلى محادثات مؤتمر الأمم المتحدة المعنِي بتغير المناخ (كوب 30) في مدينة بيليم بالبرازيل.

وتولت جنوب إفريقيا رئاسة المجموعة في تشرين الثاني 2024، ومن المقرر أن تنتقل الرئاسة إلى الولايات المتحدة رسمياً في نهاية هذه القمة.

يذكر أن مجموعة الـ 20 تضم 20 عضواً يمثلون أكبر الاقتصادات في العالم، وتأسست عام 1999 عقب الأزمات الاقتصادية نهاية التسعينيات، لتكون منصة اقتصادية غير رسمية، ولتتحول بعد أزمة 2008 المالية إلى منتدى أساسي بمشاركة قوى صاعدة كالصين والهند حيث باتت تمثل مجتمعة 85 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.

مشاركة المقال: