الجمعة, 15 أغسطس 2025 04:06 PM

قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: هل تحدد مصير أوكرانيا في غياب زيلينسكي؟

قمة ترامب وبوتين في ألاسكا: هل تحدد مصير أوكرانيا في غياب زيلينسكي؟

من المقرر أن يعقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين قمة في ألاسكا يوم الجمعة، حيث ستتصدر الحرب في أوكرانيا جدول الأعمال.

ما الذي يريده كل من الرئيسين من هذا اللقاء الأول منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في بداية العام الحالي؟ وما هي تطلعات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الغائب الأبرز عن هذه القمة؟

ماذا يريد ترامب؟

ببساطة، جائزة نوبل للسلام. لم يخف ترامب رغبته المتكررة، وما يعتبره استحقاقه، في الحصول على هذه الجائزة المرموقة، على الرغم من أن العديد من المراقبين يستبعدون أن تكرم اللجنة النروجية الرئيس المعروف بمواقفه وتصرفاته المثيرة للجدل.

تباهى ترامب بمهاراته في عقد الصفقات وتعهد بإنهاء حرب أوكرانيا بسرعة، لكن دعواته إلى بوتين لم تلق استجابة، حتى بعدما كثف الضغط على زيلينسكي للتوصل إلى تسوية، بما في ذلك قطع المساعدات الأميركية.

كما أكد الثري الجمهوري أنه يرى فرصًا تجارية في روسيا التي لا تزال تخضع للعقوبات الغربية بسبب الحرب.

يخشى العديد من القادة الأوروبيين من أن بوتين قد يفرض تأثيره على ترامب في الاجتماع الثنائي بين الرئيسين الأميركي والروسي، خاصة بعد أن فاجأ ترامب الجميع في قمة هلسنكي 2018 بتأييده لما قاله بوتين بشأن نفي تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، على الرغم من أن تقديرات أجهزة الاستخبارات في واشنطن كانت تشير إلى عكس ذلك.

ماذا يريد بوتين؟

الاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من أوكرانيا. على الرغم من أن روسيا لم تتمكن من السيطرة السريعة على أوكرانيا عند بدء الغزو في فبراير/شباط 2022، إلا أنها حققت مكاسب ميدانية ثابتة خلال الأشهر الأخيرة، مما دفع بوتين إلى الاعتقاد بتمتعه بتفوق عسكري يتيح تحقيق مكاسب سياسية.

وقال السفير الأميركي السابق لدى كييف، جون هيربست، إن بوتين يدرك بالفعل ما سيكون عليه الاتفاق بشأن أوكرانيا: وقف لإطلاق النار مع شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا.

وأضاف الدبلوماسي السابق، وهو حاليًا باحث في مركز يوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، أن ذلك "لا يعطي بوتين ما يريده، وهو السيطرة على كامل أوكرانيا. ولكن ليس مهمًا ما يريده بوتين. إذا لم يستطع الحصول على شيء أكثر، فقد يكتفي بما هو متاح".

طرح بوتين الاجتماع مع ترامب بعدما لوّح الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمضِ نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

واعتبر سام غرين، الباحث في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أن "أفضل سيناريو لروسيا هو... التمكن من وضع اتفاق على الطاولة يوفر نوعًا من وقف إطلاق النار، ولكنه يتيح لروسيا السيطرة على الديناميات التصعيدية، ولا يخلق أي نوع من الردع الحقيقي على الأرض أو في السماء فوق أوكرانيا".

ماذا يريد زيلينسكي؟

مقعدًا إلى طاولة المفاوضات، وانسحاب روسيا من أوكرانيا. لم يدع ترامب زيلينسكي إلى القمة، في تحول جذري عن إصرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على عدم بحث "أي شيء عن أوكرانيا من دون أوكرانيا".

لكن ترامب تعهد بألا ينجز في قمة الجمعة أي تسوية بشأن أوكرانيا، وأن يبقى ذلك رهن اجتماع ثلاثي يعقد في مرحلة لاحقة. لكن لقاء كهذا يبقى رهن موافقة بوتين على لقاء زيلينسكي.

لكن الرئيس الأميركي كرر التلميح إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى تقديم تنازلات لتبادل أراضٍ مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية، وهو ما رفضه زيلينسكي.

ورأت أولغا توكاريوك، الباحثة في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أنه من منظار الأوكرانيين "يبدو أن قوتين كبيرتين تقرران حصرًا مصير أوكرانيا في غياب أي أوكرانيين على الطاولة".

وأشارت إلى أن السيناريو الأمثل بالنسبة إلى كييف هو عدم توصل ترامب وبوتين إلى أي اتفاق، وفرض عقوبات غربية جديدة على موسكو.

من جهته، اعتبر هيربست أن زيلينسكي قد يوافق على تسوية تتيح لروسيا الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق تواجدها، من دون إقرار رسمي بذلك.

في المقابل، سيقبل بوتين بأن سعيه "للاستيلاء على المزيد من أوكرانيا واستعادة الإمبراطورية الروسية قد انتهى"، بحسب هيربست.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: