في خطوة لدعم جهود التعافي وإعادة النهضة إلى مدينة حمص بعد سنوات من الدمار، أقامت محافظة حمص ووزارة الثقافة، بالتعاون مع فريق ملهم التطوعي، مؤتمر "أربعاء حمص" في 13 آب. هدف المؤتمر إلى عرض مشاريع تنموية قابلة للتمويل تلبي احتياجات المدينة في قطاعات حيوية كالمياه والتعليم والخدمات العامة.
أعلن فريق ملهم التطوعي عبر حسابه في "فيسبوك" أن إجمالي التبرعات التي تم جمعها في المؤتمر وصل إلى نحو 13 مليون دولار. وأكد جمال الأتاسي، مؤسس فريق "أربعاء حمص"، أن التعاون مع فريق "ملهم" يشمل جميع مجالات الإعداد للمؤتمر وجمع التبرعات، مشيراً إلى خبرتهم الواسعة في هذا المجال. وأضاف الأتاسي أنه يمكن التأكد من الأرقام الحقيقية للتبرعات عبر موقع فريق "ملهم" التطوعي من خلال تبويب حملة "أربعاء حمص".
وفيما يتعلق بشفافية التصرف بمبالغ التبرعات، أوضح الأتاسي أن التبرعات ستكون تحت تصرف فريق "أربعاء حمص"، وسيتم تشكيل مجلس أمناء مؤلف من وجهاء مدينة حمص، وممثلين عن محافظة حمص، وفريق "ملهم". وأشار إلى أنه سيتم الإعلان قريباً عن أسماء لجنة متابعة سير الأعمال وأمور الصرف والدفع، والتي سيختارها فريق "أربعاء حمص" بموافقة جميع الأطراف، مؤكداً حرصهم على أن تتألف اللجنة من شخصيات تحظى بثقة أهالي المدينة.
من جانبها، أوضحت لمى فهد، العضو في فريق التنسيق والتواصل في مبادرة "أربعاء حمص"، أن المشاريع التي طُرحت في المؤتمر تم تقييمها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي لتحديد الاحتياجات والأولويات. وأضافت أن التبرعات ستُجمع ضمن صندوق خاص بإشراف مجلس أمناء من وجهاء حمص وبالتنسيق مع المحافظة، وسيتم تنفيذ المشاريع إما من قبل فريق "ملهم" التطوعي أو الجهات الرسمية، بحسب طبيعة كل مشروع. وأشارت فهد إلى أن المشاريع ذات الأولوية تشمل تأهيل وصيانة آبار المياه، وترميم المدارس، وتأهيل القطاع الخدمي لمديرية النظافة، بالإضافة إلى تخصيص مشاريع لمناطق معينة بحسب توصيات المتبرعين، مثل إعادة تأهيل مشفى تدمر. ولفتت إلى أن بدء التنفيذ سيكون بعد وصول التبرعات وإعلان الرقم النهائي، مع متابعة دقيقة من لجنة وجهاء حمص وفريق ملهم لضمان الشفافية والمساءلة في جميع مراحل العمل.
مشاركة حكومية
شهد المؤتمر حضور عدد من الوزراء والمحافظين ومديري المؤسسات الحكومية، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني والقطاع التجاري والديني والإعلامي. وبدأت الفعاليات بعرض فيلم تعريفي عن مبادرة "أربعاء حمص" تلته فقرات توثق واقع المياه والمدارس والنظافة وما طالها من دمار، مسلطة الضوء على أهمية دعم الجهود الحكومية والمجتمعية عبر التبرعات.
أشار وزير الثقافة، محمد ياسين صالح، إلى أن المبادرة مشروع ثقافي متكامل يجسد الأفكار على أرض الواقع، مؤكداً دعم الوزارة لمشروع "أربعاء حمص" وكل المبادرات المشابهة. ولفت وزير الصحة، مصعب العلي، إلى التحديات التي تواجه القطاع الصحي في حمص، مؤكداً جهود الوزارة في إعادة تفعيل المستشفيات والمراكز الصحية وإدخال خدمات نوعية جديدة، مع الإعلان عن اتفاقيات مستقبلية لتزويد مستشفى حمص الكبير بأجهزة حديثة وغرف عمليات متطورة. بدوره، شدد وزير السياحة، مازن الصالحاني، على أهمية استثمار المقومات السياحية في حمص وإعادة تطويرها بالتعاون مع المجتمع المحلي، بينما أشار وزير التربية، محمد عبد الرحمن تركو، إلى ضرورة إعادة بناء المدارس وإطلاق حملة وطنية لإعادة تأهيلها بمشاركة المنظمات الدولية والمجتمع الأهلي. وأعرب وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، عن سعادته بعودة الحياة التنموية إلى حمص، في حين تحدث قائد "الفرقة 52" العميد هيثم العلي عن معركة التحرير وجهود تثبيت الأمن. ولفت محافظ حمص، عبد الرحمن الأعمى، إلى أن المؤتمر يمثل خطوة لإعادة نبض المدينة وفرصة لاستعادة مكانتها، بينما ركز رئيس مجلس المدينة، المهندس بشار السباعي، على خطط الاستثمار وإعادة بناء البنية التحتية.