الإثنين, 8 سبتمبر 2025 09:07 PM

مخيم أطمة: نازحون يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ المشفى الوحيد بعد توقف الدعم

مخيم أطمة: نازحون يطلقون نداء استغاثة لإنقاذ المشفى الوحيد بعد توقف الدعم

بعد مرور عشرين يومًا على إعلان توقف الدعم عن مشفى أطمة الخيري، يكشف هذا التقرير عن شهادات مؤثرة من الأهالي والطاقم الطبي حول التداعيات الخطيرة لهذه الأزمة، خاصة في ظل غياب أي بديل طبي في المخيمات المجاورة.

أعلن المسؤولون في مشفى أطمة الخيري بريف إدلب الشمالي عن توقف الدعم المقدم للمشفى بشكل كامل، وذلك بعد سنوات طويلة من تقديم الخدمات الطبية المجانية لعشرات الآلاف من النازحين القاطنين في مخيمات المنطقة.

وفي تسجيل مصور حصلت عليه منصة سوريا 24، صرح الدكتور مهيب قدور، مدير المشفى: "كنت هنا مع أول خيمة نُصبت في المنطقة عامي 2011 و 2012، وما زلنا مستمرين في خدمة أهلنا الكرام منذ ذلك الحين، ولكن اليوم توقفت الخدمات بسبب توقف الدعم الذي كان يقدمه مركز الملك سلمان".

وأضاف الدكتور قدور: "المشفى في حاجة ماسة إلى استمرار الدعم لمدة عام آخر أو أكثر، خاصة وأن العديد من الأهالي العائدين إلى قراهم وجدوا منازلهم مدمرة أو خالية من أبسط مقومات الحياة، مما اضطرهم للعودة مرة أخرى إلى المخيمات"، مؤكدًا أن "غياب الدعم سيؤدي إلى حرمان آلاف المرضى من الرعاية الصحية المجانية".

منصة "سوريا 24" تواصلت مع إدارة مشفى أطمة الخيري، التي أوضحت أن المشفى يقدم خدماته الطبية لأكبر تجمع للنازحين في سوريا، وهما مخيم أطمة ومخيم الكرامة، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص في ظروف بيئية غير صحية ويفتقرون إلى البنية التحتية الأساسية.

وأشارت الإدارة إلى أن المشفى يستقبل شهريًا ما يقارب 15 ألف مستفيد، من بينهم مئات المراجعين يوميًا من مختلف الفئات العمرية، ويجري نحو 300 عملية جراحية كبرى شهريًا، تشمل الجراحة العامة، والبولية، والأذنية، والترميمية. كما يقدم خدمات الإسعاف والعناية المركزة والنسائية والأطفال، بالإضافة إلى قسم للمخبر والأشعة وتوفير الأدوية الإسعافية.

وأكدت الإدارة أن توقف الدعم أدى إلى توقف العيادات عن العمل بشكل كامل، بينما يقتصر عمل المشفى حاليًا على خدمة الإسعاف على مدار الساعة ضمن الإمكانيات المتاحة. وأوضحت أن المشفى لا يخدم فقط سكان مخيمات أطمة، بل أيضًا القرى المحيطة ومناطق أبعد مثل عفرين وجنديرس. ولفتت إلى أنه خلال الفترة الأخيرة، وقبل انقطاع الدعم، كان المشفى يستقبل مرضى من محافظات سورية مختلفة لإجراء عمليات جراحية مجانية، وذلك لعدم توفرها في مناطقهم أو لارتفاع تكلفتها في المشافي الخاصة، وهو ما لا يستطيع غالبية النازحين تحمله نتيجة الفقر والتهجير المستمر منذ بداية الثورة.

كما أضافت الإدارة أن توقف المشفى عن العمل بشكل كامل يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة آلاف الأسر التي لا تملك بديلًا للحصول على الرعاية الطبية الأساسية.

والتقى مراسلنا في إدلب بعدد من النازحين الذين حاولوا العودة إلى قراهم في ريف إدلب وحماة، إلا أن الواقع المرير أجبرهم على البقاء في مخيمات أطمة بسبب غياب الخدمات الأساسية.

يقول أبو أحمد (45 عاماً)، وهو نازح يقيم في المخيم منذ سبع سنوات: "عدت قبل أشهر إلى قريتي في ريف حماة، لكنني وجدتها مدمرة بالكامل بفعل القصف، لا كهرباء، ولا ماء، ولا مشفى قريب، لم يكن أمامي خيار سوى العودة إلى المخيم رغم صعوبة الحياة هنا".

وتوضح أم محمد (38 عاماً)، وهي أم لأربعة أطفال: "فكرنا بالعودة إلى منزلنا في ريف إدلب، لكنه لم يعد صالحاً للسكن بعد أن سقط جزء من سقفه وتهدمت الجدران، لا توجد مدارس ولا مستوصف في القرية، لذلك بقينا في المخيم قرب مشفى أطمة الذي كان يساعدنا طوال السنوات الماضية".

أما خالد العبد الله (29 عاماً)، فيؤكد أن توقف المشفى عن العمل يعني "كارثة إنسانية" بالنسبة لسكان المخيمات: "هنا يعيش آلاف النازحين، وأغلبهم لا يملكون ثمن المعاينة الطبية أو الدواء، إذا أغلق المشفى أبوابه تماماً، فلن يكون لدينا بديل، وسنكون عرضة للأمراض دون علاج".

يشكل مشفى أطمة الخيري واحداً من أبرز المراكز الطبية التي اعتمد عليها النازحون في شمال سوريا خلال السنوات الماضية، ومع توقف دعمه يواجه الأهالي مخاطر حقيقية تتمثل في غياب الخدمات الطبية الأساسية، خاصة مع دخول فصل الشتاء وازدياد الأمراض الموسمية.

ويأمل القائمون على المشفى أن تتدخل الجهات الداعمة مجددًا لتأمين استمرار عمله، بما يضمن استمرار الخدمات الطبية المجانية، ويخفف من معاناة الأهالي الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين دمار قراهم وظروف النزوح القاسية.

للاطلاع على خلفية الموضوع ومواقف المنظمات ووزارة الصحة، انظر تقريرنا السابق بتاريخ 15 آب 2025

مشاركة المقال: