أكدت ممثلة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في ألمانيا (UNHCR)، كاثارينا توته (Katharina Thote)، أن عودة اللاجئين إلى سوريا لا تزال تنطوي على "خطورة شديدة" في ظل الأوضاع الراهنة، وذلك على الرغم من الزيادة الملحوظة في أعداد السوريين العائدين إلى بلادهم من بعض الدول المجاورة.
وفي تصريح خاص لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" (FAZ)، أوضحت توته أن الوضع الإنساني في سوريا لا يزال كارثيًا، مشيرة إلى النقص الحاد في المساكن وفرص العمل، بالإضافة إلى القيود المفروضة على الحصول على الغذاء.
وأضافت: "يجب ألا نثقل كاهل سوريا بأكثر مما تحتمل. فالظروف الحالية لا تسمح بعودة آمنة وكريمة للاجئين، خاصة في ظل غياب البنية التحتية الأساسية والخدمات الضرورية."
ووفقًا لبيانات المفوضية، عاد مئات الآلاف من السوريين من تركيا ولبنان والأردن في السنوات الأخيرة، إلا أن عدد العائدين من ألمانيا لا يزال منخفضًا للغاية بسبب المخاطر الأمنية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه العائدين.
وشددت المسؤولة الأممية على أن الوضع الأمني في مناطق عديدة لا يزال هشًا، وأن بعض اللاجئين الذين عادوا واجهوا الاعتقال أو المضايقات أو فقدان الممتلكات، الأمر الذي يجعل العودة الجماعية في الوقت الحالي "غير ممكنة من الناحية الإنسانية والقانونية".
واختتمت توته حديثها بالتأكيد على أن المفوضية تواصل العمل مع الحكومة السورية والدول المضيفة من أجل تهيئة الظروف الآمنة والطوعية للعودة، لكنها شددت على أن الأولوية الآن يجب أن تكون لدعم اللاجئين في أماكن تواجدهم وتأمين احتياجاتهم الأساسية، ريثما تصبح الظروف داخل سوريا أكثر استقرارًا.