الخميس, 18 سبتمبر 2025 09:03 PM

مقبرة جماعية في العتيبة تفضح مجزرة مروعة.. مصرع المتهم الرئيسي "علاء البوسنة" بعد سنوات

مقبرة جماعية في العتيبة تفضح مجزرة مروعة.. مصرع المتهم الرئيسي "علاء البوسنة" بعد سنوات

أثار اكتشاف مقبرة جماعية في بلدة العتيبة بريف دمشق، اليوم الخميس، ذكريات أليمة لجريمة مروعة شهدتها المنطقة قبل أكثر من عقد، حيث وقعت واحدة من أبشع المجازر بحق المدنيين الفارين من الغوطة الشرقية.

في شباط/فبراير 2013، استهدف كمين محكم رتلاً يضم حوالي 175 شخصاً، من بينهم نساء وأطفال وجرحى منشقون. كانوا قد خرجوا من دوما عبر الصحراء بحثاً عن النجاة، لكنهم وقعوا في حقل ألغام وعبوات ناسفة زرعها عناصر من ميليشيا حزب الله، قبل أن تفتح قوات النظام نيران أسلحتها الثقيلة على الناجين.

تم إعدام الجرحى ميدانياً، وحاول إعلام النظام آنذاك تبرير الجريمة ببث صور تظهر الضحايا كعناصر مسلحة، إلا أن المشاهد بدت مفبركة: جثث مصفوفة على مسافات متساوية، دمية أطفال سليمة بين القتلى، وراية سوداء نظيفة ملقاة فوق جثة ملفوفة بعناية.

شهادات الناجين، بمن فيهم مدني من دوما يدعى عمار سبسبي، أكدت أن الرتل كان مدنياً بالكامل. وروى سبسبي تفاصيل الانفجارات المتتالية، وإطلاق النار الكثيف من الرشاشات الثقيلة، والعودة الشاقة عبر الصحراء بحثاً عن مخرج. وصف ناشطون من الغوطة العتيبة في ذلك الوقت بأنها "الثقب الأسود" الذي ابتلع حياة المئات. نجحت مجموعتان في عبور الطريق قبل الكمين، لكن المجموعة الثالثة كانت الأخيرة، وبعدها أُغلق الممر بشكل كامل، وتحولت البلدة إلى رمز للخوف والموت.

في 26 شباط/فبراير 2016، لقي المتورط الأول في المجزرة، القيادي البارز في ميليشيا حزب الله "علي أحمد فياض" الملقب بـ "علاء البوسنة"، مصرعه. كان "علاء البوسنة" هو من ضغط زر التفجير في الكمين بعد أن أطلق نداءه الطائفي "يا أبا عبدالله".

نعت مواقع قريبة من حزب الله "علاء" بعد مقتله في معارك خناصر بريف حلب، وكشفت أنه هو نفسه المرتزق الذي ظهر صوته في تسجيل يوثق لحظة التفجير. قاتل "علاء" سابقاً تحت راية الحرس الثوري الإيراني في البوسنة خلال تسعينات القرن الماضي، قبل أن يعود إلى سوريا لنقل خبراته في حرب العصابات إلى خدمة نظام الأسد. شارك في معارك ريف دمشق، جنوب دمشق، ريف اللاذقية وحماة، ونفذ مع ميليشياته جرائم قتل وتهجير بحق المدنيين، حتى لقي حتفه غارقاً في الدم السوري.

اليوم، ومع ظهور المقبرة الجماعية، تتجدد الأسئلة حول العدد الحقيقي للضحايا ومصير المفقودين في تلك الليلة. لكن المؤكد أن المسؤولية ثابتة على النظام وميليشيا حزب الله، وأن اسم العتيبة سيظل شاهداً على واحدة من أبشع الجرائم في ريف دمشق.

زمان الوصل

مشاركة المقال: