الأربعاء, 3 سبتمبر 2025 03:33 PM

من إدلب إلى دمشق: كيف تضمن آلية "إغلاق الأضابير" استمرار علاج مرضى السرطان؟

من إدلب إلى دمشق: كيف تضمن آلية "إغلاق الأضابير" استمرار علاج مرضى السرطان؟

في رحلة نزوح قاسية وتحديات صحية جمة، يواجه مرضى السرطان في سوريا صعوبات متزايدة عند انتقالهم من منطقة إلى أخرى لمتابعة علاجهم. وفي ظل التحديات التي تواجه النظام الصحي، تبرز آلية "إغلاق الأضابير" كحل لتنظيم عملية استمرار العلاج ومنع تكرار صرف الأدوية.

نوال محمود، نازحة من ريف دمشق منذ ثماني سنوات، واجهت صراعًا بين رغبتها في العودة إلى بلدتها وضمان استمرار علاج ابنها مجد (10 سنوات) المصاب بسرطان الدم. ذكرت نوال أنها أجلت قرار العودة مرارًا خوفًا من فقدان المتابعة الطبية، لكنها تشجعت بعد تأكيد الطبيب المشرف في مركز علاج الأورام السرطانية بإدلب إمكانية استكمال العلاج في مشفى البيروني بدمشق من خلال آلية تنسيق واضحة.

آلية "إغلاق الأضابير"

يشرح الدكتور ملهم خليل، طبيب أورام في المركز ذاته، آلية العمل قائلاً: "عندما يقرر المريض متابعة علاجه في محافظة أخرى، يتم تزويده بتقرير طبي مفصل يشرح حالته مع جميع الأوراق والإجراءات اللازمة، ثم يتم إغلاق ملفه لدينا بشكل نهائي. بهذه الخطوة، يمكنه فتح ملف جديد في المشفى الذي يقصده، مثل البيروني في دمشق. الهدف من ذلك هو منع الازدواجية في العلاج وضمان عدم وجود ملفين مفتوحين للمريض في مكانين مختلفين، مما قد يؤدي إلى صرف أدوية مكررة أو حدوث تجاوزات."

ويضيف الدكتور خليل أن هذه الآلية تطبق في الاتجاهين، فإذا قرر مريض العودة من دمشق إلى إدلب، يجب إغلاق ملفه في المشفى الأول قبل فتح ملف جديد في الثاني.

تنسيق بين إدلب ودمشق

أكد مصدر طبي في مشفى البيروني بدمشق أن المتطلبات الأساسية لمتابعة العلاج تشمل: تقريرًا طبيًا رسميًا من الطبيب المعالج في إدلب، وجميع الصور والتحاليل والتقارير الطبية السابقة، ووثيقة رسمية تؤكد إغلاق الملف في المشفى الأول. وأضاف المصدر أن هذه الخطوات تضمن انتقالًا سلسًا للعلاج دون انقطاع، وتسهم في توحيد الجهود الطبية لحماية المريض وضمان حقوقه.

بين إدلب ودمشق، تأمل نوال أن يكمل ابنها مجد رحلته العلاجية دون توقف. وفي بلد مزقته الحرب، تبدو آلية "إغلاق الأضابير" أكثر من مجرد إجراء إداري؛ إنها وسيلة لربط حياة المرضى بين المناطق المتباعدة، وتعكس أهمية التنسيق الطبي في حماية المرضى وتخفيف معاناتهم.

مشاركة المقال: